الإخوان فوق التهمة .. وبعدا للمرجفين

mainThumb

25-07-2011 01:14 PM

أن يُتهم الإخوان بالتقصير في واجب من الواجبات، أو في عمل من الأعمال، أو في تقدير موقف أو تفسيره في محطة من المحطات، فهذا ممكن متوقع؛ لأنهم بشر من البشر، أما أن يُتهموا في وطنيتهم وانتمائهم ونواياهم فهذا ما لا يمكن أن يكون، وما لا يمكن قبوله، ولا السكوت عليه،  والتهمة هنا ألصق بالمدعي منها بالمدَّعى عليه.

منذ أنشئت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن عام 1945م،  بمبادرة من الحاج عبد اللطيف أبو قورة - رحمه الله- وافتتحت دارهم برعاية الملك عبدالله الجد -رحمه الله- عملوا ا للأردن ولاستقلاله،  وأنشأوا الكلية العلمية الإسلامية لصيانة أجياله، وانخرطوا في رابطة العالم الإسلامي،  وعقدوا المؤتمر الإسلامي لـبيت المقدس ،  وشكلوا لجنة نصرة الجزائر.
وشارك الإخوان في حرب فلسطين عام 1948م بسرية أبي عبيدة عامر بن الجراح بقيادة مراقبهم، ومن شهدائهم فيها (سالم المسلط، وبشير سلطان). وشاركوا في حرب 1967م ،حيث أقاموا ثلاثة معسكرات، ومن شهدائهم فيها(رضوان كريشان  ومحمود برقاوي ومحمود برقاوي )، وشاركوا في العمل الفدائي ضد الكيان الصهيوني من خلال حركة فتح. ثم وقفوا موقفاً حاسماً من فتنة 1970م، وأكدوا أنهم إنما حملوا السلاح لمقاتلة أعداء الأمة فقط، بل وذهبوا أكثر من ذلك، فحمّل المجاهد الشهيد عبدالله عزام صراحة بعض المنظمات الفلسطينية جريرة ما جرى ، وأثنى أيما ثناء على الجيش الأردني أثناء ممارستهم للعمل الفدائي.
وقف الإخوان ضد الفساد الذي كانت تمارسه الحكومات،  وضد سياساتها الخاطئة، ونبهوا على الأخطار، ففي عام 1954م احتج الإخوان على وجود ضباط إنجليز في الجيش العربي، ، ونظموا المظاهرات المعادية للاستعمار، وهاجموا حلف بغداد، واعتقل المراقب العام محمد عبدالرحمن خليفة  -رحمه الله- عدة مرات وأعداد من إخوانه منها مرتان عام58م، كما عارضوا مبدأ آيزن هاور عام 1957م،  وعارضوا استدعاء قوات بريطانية عام 1958م، كما اعترضوا على إقامة حفل راقص على الجليد في عمان، وذلك عام 1960 م وعارضوا مؤتمر مدريد وما تلاه من (أوسلو ووادي عربه)، وقبلها كامبد يفد، وظلوا مع قضايا أمتهم في العراق والشيشان والأفغان والسودان والصومال...

كانت هذه المقدمة المختصرة ضرورية لدفع الشبهات عن مسيرة الإخوان، وللجم الألسن الثاوية في أفواه الشياطين والأبالسة، الذين يديرون دولاب الفساد،  ويمتهنون الإرجاف والكذب على شرفاء الأردن، ويحرضون عليهم.
قامت ثورات الشعوب العربية في الربيع العربي، ولم يملك هؤلاء الكذبة إلا تأييدها ضد حكامها ورموز  الفساد فيها: في تونس ومصر وسوريا، بل وتوجهوا باللوم للإخوان بتهمة التأخر عن مطالب الشعوب -وهم يعلمون أنهم كذبة فيما يدعون- وأن الإخوان كانوا في طليعة الثائرين على الفساد والمفسدين ، ولما وصلت الموجة شواطئ الأردن، وقام الإخوان وغيرهم من القوى بواجبهم،  وتحركوا من أجل الإصلاح، قامت هذه الأبالسة لتمارس ذات الهواية، وتناقض نفسها،  وكأن الأردن جنّة الله في أرضه،  وطن ملائكي خال من فساد والمفسدين، وأخذوا يكيلون التهم جزافا بلا رادع من دين ولا ضمير ، وبلا ضابط  من خلق.
تقول الأصوات الشيطانية: إن المحتجين تدفع لهم إيران 20 دينارا لكل فرد، ليُرْبكوا خطوات الإصلاح البخيتية الشاهينية. ويزعزعوا نظام الحكم،  وهذا قول لا أتفه منه إلا قائله، وهو الذي  يعلم أن تجار الولاء من أمثاله، هم الذين يخرجون الزعران والبلطجية بوجبة وعلبة سجاير في حافلات مجهزة في المحافظات لضرب الوحدة الأردنية وجر النظام إلى جرف هارٍ ، وهم يدعون حمايته.

يا هذا، إن أصغر الإخوان - وليس فيهم صغير –  لَيردّ عليك كذبك، ويقول لك إن الإخوان المسلمين علموني منذ أن قامت الثورة الإيرانية في مناهجهم، الفروق الجوهرية التي تفصلنا عن أهل التشيع،  ودرّسوني كتابا ألفه شيوخهم وعلماؤهم الذين تحرضون عليهم، أسموه الشيعة الإمامية الإثنا عشرية لتحصيني من الانحرافات في الفهم والسلوك.
يا هذا، نتحداكم أن تثبتوا حادثة واحدة تدين الإخوان في وطنيتهم، بينما عليكم أنتم ورموز فسادكم ألف دليل ينفي عنكم وطنيتكم الزائفة، وأنتم تضعون أيديكم بأيدي الصهاينة في الخفاء والعلن، تفضحكم الصورة، وينبه عليكم الصوت، وتبيعون وتشترون،  وتعبثون بمقدرات الأردن وعوامل صموده.
من منكم أكثر  وطنية من  أبي قورة ومحمد عبدالرحمن خليفة، وعبدالمجيد الذنيبات وسالم فلاحات وأحمد قطيش الأزايدة، ويوسف العظم وعبد اللطيف عربيات!!؟؟؟. ومن منكم أكثر أمانة من همام سعيد ومحمد أبو فارس وعبدالله عزام؟؟!!!!
ستنبح كلاب غيظكم وتقول : هؤلاء فلسطينيون، وقد أخذوا الإخوان بعيدا عن أهدافهم، وكأن الإخوان المسلمين وقادتهم الذين ذكرت مجموعة من الخراف لا عقول لهم، أو بضع دجاجات في خم، فرحة بما يلقى لها من العلف، وهذا القول جرأة في الباطل، ووقاحة في الدعوى، تستوجب الصفع على الوجه، والرّكل بالقدم.

الإخوان مؤسسة كبيرة شامخة وعزيزة شورية تمارس الديمقراطية فعلا وواقعا، لا كما تمارسونها أنتم صورة وطلاء، ليس المهم عندهم مَن يحكم ويقود، ولكن الأهم كيف يحكم وبم يقود، ولكم أيها العميان عبرة، فهذه أعتى قوة في العالم يقودها زنجي كيني مازال أجداده هناك، وهو يتربع على عرش العالم،  والحكمة ضالة المؤمن، وقد وجدها الإخوان فنفذوها مطمئنين.
ولبيان الحقيقة في أجلى صورها نقول أنه في أواسط التسعينيات،  وفي ذروة الخلاف بين الإخوان وبين الملك الحسين- رحمه الله -على خلفيّة توقيع وادي عربه، جرى احتفال في إحدى المناسبات الوطنية في الزرقاء، حضره الملك الحسين، وتكلم فيه محافظها ورئيس بلديتها، وبإيحات من أربابهم -حينها- لمزوا في الإخوان،  وحرضوا عليهم، فالفرصة مواتية، والقول مقبول ومصدق، وكان خلف الملك حينها الدكتور إسحاق الفرحان حفظه الله، فاستأذن الملك بين أن يسمح له بالمغادرة أو يسمح له بالردّ، فقال الملك -رحمه الله - ألا يكفيك أن أرد عنك، قال بلى: وقام الملك وألقى كلمته ودافع عن الإخوان، وكذّب ما وُجه لهم من تهم،  فبهت الذين نافقوا،  وبلعوا ألسنتهم ، وأطبقوا عليها أفواههم، وذا إسحاق حيٌّ يرزق فاسألوه.

نعم لقد استطاع لوبي الفساد، وقراصنته في الأردن أن يشوّهوا صورة الإخوان، أو يثيروا حولها الضباب في فترة حرجة من حكم الملك عبدالله، وربما أثاروا في نفسه الريبة، لكن الأيام تثبت للملك وللأردنيين أن الإخوان كانوا دوما للأردن، ولن يكونوا لغيره يحملونه في قلوبهم، ويغمضون عليه الجفون، ضحّوا من أجله، وسيضحون ولا يبالون ما أصابهم في سبيل ذلك.

ونقول وبشكل لا لبس فيه ولا مواربة: سيمضي الإخوان على دربهم مهما واجهوا من صعاب، ولن يتراجعوا عن مشروعهم في الإصلاح، وسيواجهون حتى النهاية كل الفاسدين، وسيظلون شوكة في خاصرة أعداء الوطن الذين يعيقون الإصلاح بل يوقفون عجلته، بدعوى الولاء والانتماء، وهم المرتزقة بما يدعون:  همهم أنفسهم، ووطنهم جيوبهم، وإلههم عجل موسى لا ربّ - محمد الله عليه وسلم - فاختصروا الطريق، ويوفروا الجهد،  وليتوبوا عن خطاياهم تجاه الوطن ونظامه قبل أن يتلو الشعب عليهم في الركعة الأخيرة: (وَأُتْبِعُواْ فِي هَـذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَاداً كَفَرُواْ، رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْداً لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد