رسالة من احتفالية ذكرى المؤتمر الوطني الأول

mainThumb

27-07-2011 12:45 PM

القائمون على الدعوة هم نخبة من رجالات الوطن من المتقاعدين العسكريين , الذين تنادوا للوطن وهويته , وللإنسان وتاريخه , فاستنهضوا همم الرجال , فرمزيتهم فيهم من المؤسسة العسكرية , وهي الأكثر حرصاً على الوطن وأمنه وحمايته وحماية الإنسان , استشعروا الخطر القريب ومكامنه , فوضعوا أيديهم على الجرح قبل غيرهم , فهبوا بالناس تحذيراً , أن أوقفوا نزيف الوطن.. كانوا على عهد السلف من الأحرار , فكانت الاحتفالية في دارة الشهيد وصفي ورمزية المكان , فتداعى لها من يتنادون للإصلاح للوطن , وكأن الزمان يعيد نفسه .

حجارة الدارة ضمت بين جدرانها ذاكرة وطن , وتاريخ شعب , وحديث أحرار لم يساوموا عدواً أو يبيعوا تراباً أو يـُرهنوا إنساناً .

ظنت القِلة الكمبرادورية السلطوية وأيدي البطش والاستبداد أنها اغتالت ذاكرة الوطن من التاريخ , وسلبت روح وصفي من سجل النضال , وقطعت الإنسان عن هويته .
المتقاعدين العسكريين لم يطرحوا وجهة نظرهم أو بيانهم , بل أطلقوا صرخة حر إلى أحرار , فوحّدوا جميع الأطياف حول فكرة واحدة هي بيان الوطن الجريح , و وجهة نظر تاريخية , فتنادت جميع أطياف الشعب كأحرار .

في الاحتفالية قراءة وطنية لا بد أن تقرأ

•    المشاركين في هذه الاحتفالية من كل أطياف الشعب الأردني الحزبية والنقابية والحراكات الشبابية والعمالية ومعلمين ومستقلين وكافة أطراف الوطن .

•    تحدث المشاركون عن معاناة الوطن والشعب وكأنك تستمع لاستغاثة شخص واحد هو أنين الوطن , فكانت وحدة الكلمة والهدف حول الفكرة الموحِدة للشعب , وهو قيام الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة الشعب مصدر سلطاتها .

•    من المشاركين في الاحتفالية كان غائباً عن حراك الشارع والمطالبة بالإصلاح وهذا يدلل على تأثرهم بالحراك فزاد وعيهم بضرورة الإصلاح.

•    المشاركين في الاحتفالية ممن يتنادون للخروج إلى الشارع ليسوا دعاة فتنة أو إخلال بالأمن , بل دعواتهم سلمية من أجل تغيير النهج واسترداد الحقوق , بل يجنحون إلى مؤتمر وطني حقيقي ممثل للشعب الأردني يقرر مصير الوطن والإنسان تاريخ وهوية .

•    المشاركين وبكل تنوعهم توحّدوا في الدارة كما كانت حول الفكرة والهدف والطريقة فلا يـُعقل أن تحمل كل هذه الأطياف أجندات غير الأجندة الوطنية والوعي الجمعي للشعب الأردني .

•    ما ميز الاحتفالية ومن حديث المشاركين , التأكيد على الثوابت الأردنية التي لم تتغير عما جاء في مقررات وتوصيات المؤتمر الوطني الأول , الذي يؤكد على الرؤية الثاقبة للأحرار الأوائل - ما مخاطر اليوم هي مخاطر الأمس -  فالدعوة إلى الإصلاح على اختلاف مطلقيها ومطالبيها تجتمع على ثوابت المؤتمر الوطني الأول , مؤكدين على موقفهم من فك الارتباط بين الأردن والعدو الإسرائيلي أولاً والتي تبدأ من رفض وادي عربة , وبيان موقفهم من فلسطين المحتلة , والبحث عن شركاء حقيقيين للوقوف في وجه العدو الصهيوني ومؤامرة الوطن البديل .

لقد جمع المتقاعدين العسكريين أطياف الشعب ليس على بيانهم وإنما على صوت الوطن وأنينه , فكانت الخطوة الأولى للمؤتمر الوطني السادس لاجتثاث الفساد المستشري في كافة مفاصل الدولة , وإعادة الحقوق لأبناء الأردن ومقدراته ومؤسساته , وعودة السلطة إلى الشعب , وإسقاط الطبقة الكمبرادورية التي باعت الوطن ورهنت الإنسان .

في الاحتفالية رسالة تحمل صوت الشعب الأردني الأبي إلى من يهمه الأمر بأن يستجيب لهذا النداء في استعادة الأرض والأموال , حتى لا يتحول الشارع إلى ما هو أبعد من ذلك .

هي خطوة في بداية الطريق للتصالح مع روح الشهيد ورجالات الوطن بعد خذلانهم وترك وصيتهم والصمت على ضياع الحقوق .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد