البساسيري الجديد سفاح سوريا

mainThumb

02-08-2011 04:38 PM

أرسلان أبو الحارس البساسيري داء تزيّن للخليفة العباسي القائم بأمر الله، فقربه إليه ووثق به، وهو يبطن التشيع ، و يدين بالولاء للروافض العبيديين، ويتآمر مع الفاطميين في مصر على بسط نفوذهم على بغداد، ولما سنحت الفرصة طغى وطمّ شره، وشرع في استخدام طائفة من العوام، ودفع إليهم السلاح من دار المملكة، وكان قد جمع العيّارين واللصوص وأطمعهم بنهب دار الخلافة.

ألبس البساسيري الخطباء والمؤذنَّين البياض، وخطب للمستنصر الفاطمي العلوي صاحب مصر، وأذّن بـ(حيَّ على خير العمل)، والرَّوافض في غاية السرور،  وانتقم من أعيان أهل بغداد انتقاماً عظيماً، وغرَّق خلقا ممن كان يعاديه، وفاض على أتباعه بالأرزاق والعطايا. وهرب الخليفة القائم بأمر الله خائفا يترقب.
إنهم الروافض يتوارثون الحقد، ويحترفون الغدر، ويظهرون الإيمان والأمانة، ويبطنون الكفر والخيانة. يجيدون التسلل في الصفوف، والضرب بالدفوف، يعلو هديرهم في معارك الكلام، ويحبكون المؤامرة على الأمة في حلكة الظلام.
مِلّتُهم واحدة: نجسٌ يرث نجسا، وخسيسٌ يخلف خسيسا، كخبيث الداء يخفى دهرا ثم يسفر عن المأساة.
منذ فجر أمس أفقنا على رائحة الموت يسيل من شدق النظام الهمجي في سوريا، يخطف أرواح الأبرياء، ويلاحق خيال الحرية.

نوبة من السُّعار تظهر بجلاء على نظام كلبي النسب، خنزيري الأخلاق، لا يُؤمن جانبه، ولا يَطهُر من نجاسته، ينبح الخيالات المارّة، ويدور حول نفسه دورة المخمور.

لم يكن النظام البعثي في عالمنا العربي  إلا بلاء مستطيرا، وغيما من عذاب  يمطر المصائب،  ويصحب الخراب،  وينتج الجدب بكل معانيه: جدب الأفكار والمشاعر والأحاسيس والأخلاق والقيم أو قل باختصار جدب الحياة.

 نظام ركب حمار النهضة العربية حتى أنفقه وقضى عليه، ونادي بوحدتها حتى أوحدها، وتوحّد ضدها مع اليهود، فحمى ظهرهم،  وطعن في ظهر المقاومة، وهو يمسح وجهها ويدغدغ تحت إبطها.
نظام متفنن في قلب الحقائق، وتزويق الكلام، والتهرب من الاستحقاقات،  وفلسفة الجرائم لتسجل في النهاية في خانة الإنجازات.
 نظام مبدع في شراء الذمم وكسب المرتزقة، والنفخ في الأبواق، وزراعة الذيول التي تبصبص بين يديه وتلوح بالأذناب،  وفي بلدنا- يا سعدنا - النصيب الأكبر منها، تلوّح بأعلامه، وتبرر فورة حقده وانتقامه.
لجأ الخليفة إلى الله في محنته، وانغمس في طاعاته، وأرسل شكواه إلى الله، فخطّ له رسالة، وعهد بها إلى أعرابي، وطلب إليه أن يعلقها على أستار الكعبة جاء فيها:
(إلى الله العظيم، من المسكين عبده، اللهم إنك العالم بالسرائر، المطلع على الضمائر، اللهم إنك غني بعلمك واطلاعك على خلقك عن إعلامي. هذا  -أي البساسيري- عبدٌ قد كفر نعمتك وما شكرها، وألغى العواقب وما ذكرها، أطغاه حلمك حتى تعدى علينا بغيا، وأساء إلينا عتوا وعدوا.

 اللهم قلّ الناصر، واعتز الظالم، وأنت المطلع العالم، المنصف الحاكم، بك نعتز عليه، وإليك نهرب من بين يديه، فقد تعزز علينا بالمخلوقين، ونحن نعتزّ بك، وقد حاكمناه إليك، وتوكلنا في إنصافنا منه عليك، ورفعنا ظلامتنا هذه، ووثقنا في كشفها بكرمك، فاحكم بيننا بالحق وأنت خير الحاكمين).
فما لبث أن قُتل البساسيري على يد طغرلبك السلجوقي، وبعث برأسه إلى الخليفة ، وأُخذت أمواله ونساؤه وأولاده.
هاهو بساسيري القرن الواحد والعشرين بعصابته، يعيث في سوريا فسادا، تسنده إيران وحزب الله، وأحزاب الظلام التي انسلخت من تراثها وألغت هويتها، وحاربت دينها وعقيدتها، وآمنت بمصالحها وأهوائها، وعاشت حلم التقدمية ، وهي في قاع البركة العادمة، حتى غدت بهذيانها أضحوكة الدنيا، ومسخرة الأمم.
وهاهي النظم العربية شريكة في الجريمة، تعض لسانها، وتغمض عيونها، ولا تنبس ببنت شفة إلى الآن، لأنها لا تفترق كثيرا عن نظام القذارة الأسدي إلا في العناوين، ففي كلٍّ نظامٍ عربي قائمٍ بساسيريٌّ كامنٌ، يغلي به سمّ البقاء، وتتناوشه هواجس الغيب القادم، لا يملك قراره ولا تطاوعه إرادته إلا بأمر من أرباب البيت الأبيض،  والبيت الأبيض وإسرائيل مفجوعان من هبّة الحرية، ويحلمان أن يستديم النظام العميل بقاءه، فيعطونه الفرصة بعد الفرصه.

ليس لكم أيها السوريون الأحرار إلا الله فاعتمدوا عليه، وشدوا العزائم، واعلموا أنكم دفعتم بالصمت على النظام الكافر أضعاف أضعاف ما يمكن أن تدفعوه في سيبل إنهاء وجوده.
لقد تأخرتم كثيرا عن المطالبة بحقوقكم فقامت الأقدار تطهركم من إثم التأخر بدماء الشهداء، وجراحات الحرائر.
ليس لكم إلا يقينكم وإيمانكم بقدرتكم، واستعدادكم لمواصلة درب الحرية والكرامة، فالجؤوا إلى الله وادعوا بدعاء البساسيري، اكتبوا به إلى إله السماء، واكفروا بآلهة الأرض وأصنامها، فلا يلبث الله أن يبعث فيكم منكم طغرلا يحمل رأس الطاغية، ويقدمه صِداقا ومهرا مستحقا لسوريا الجديدة،  سوريا خالد وصلاح الدين لا سوريا البساسيري والعائلة الجرذيّة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد