المعزوم على الوليمة

المعزوم على الوليمة

14-08-2011 04:22 AM

إن الإكرام من الصفات الرئيسية التي كانت في حياة الصحابة والذين وصلوا بصفاتهم السامية والراقية إلى الخيرية المطلقة في قول النبي "ص" :"خير الناس قرني " وفي رواية:"خير أمتي قرني" ـ رضي الله عنهم ـ منطلقين ـ رضوان الله تعالى ـ عنهم في صفتهم هذه (الإكرام )من قوله تعالى:" ويطعمون الطعام على حبه .." ومن أحاديث المصطفى "ص" الداعية إلى البذل والعطاء والتكريم للمسلم وغير المسلم حتى.. ولكن لا أريد أن أتحدث هنا عن الإكرام بذاته ولكن عن المُكرَم أي المدعو إلى وليمة وما هي الصفات الواجبة التوافر فيه حتى يكون قد أرضى الله ورسوله!!

 فالبعض إخواني ينسى حديث النبي "ص" عندما يكون مدعواً إلى طعام القائل فيه عليه الصلاة والسلام عندما دُعي إلى وليمة:"أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة".ومعنى الحديث أنك تدعو لأخيك صاحب الطعام بأن يحصل على أجر من فطر صائما لأن أجر من فطر صائما أجر كبير لايعلمه إلا الله لقوله "ص" : " من فطَّر صائماً كان له مثل أجره دون ان ينقص من أجورهم شيئاً " .

وبالتالي عندما تدعو لأخيك بهذا الدعاء فأنت تدخل السرور إلى قلبه وتتمنى له أن يحصل على أجر الصائم الذي أخفاه الله بعلمه ولم يظهره على أحد في قوله تعالى في الحديث القدسي:"..إلا الصوم فإنه لي وأنا اجزي به". ثم ...وأكل طعامكم الأبرار ..أي الأتقياء لانهم هم فقط من يقوموا بالدعاء لك والتقدير لما قدمت لهم وليس كغيرهم ممن يقوم بالنقد بعبارات مثل ( الأكل مش مستوي) أو (الرز بقرط) كناية عن أنه غير مكتمل النضج أو ( عازمنا على جاج مش على لحمة) أو (اللحمة مش بلدية ) أو ( اللبنية مش مزبوطة) وغيرها الكثير من عبارات النقد التي لاتليق بالمسلم ..ولذلك عندما تدعو له "وأكل طعامكم الأبرار" أي المتقين الذين يدعون لك ولا ينتقدوك.

وصلّت عليكم الملائكة..الملائكة في صلاتها على الانسان تكون في قولها "اللهم اغفر له اللهم ارحمه "وهذا ثابت في النصوص الشرعية لان معنى الصلاة في اللغة الدعاء فهنا معنى حديث النبي "ص" أنني أرجو أن تبقى الملائكة تدعو لك بالقول اللهم اغفر له اللهم ارحمه (أي لصاحب الوليمة) وبالتالي إخواني الذين يحصلون على دعوات على الولائم أرجو منكم أن تتقيدوا بنهج النبي "ص" في تقبله للطعام وللإكرام وان ندخل السرور على قلب الداعي (صاحب الوليمة والطعام) بالإطراء والدعاء له حتى نحفزه على الاستمرار بالصفة الراقية والسامية التي كانت في حياة الصحابة وهي صفة الإكرام ولا ندفع بعضنا البعض في يوم من الايام لأن نلغي هذه الصفة خوفاً أو غضباً من الانتقادات التي يطلقها المدعوون والمعزومون إلى وليمة..

*امام مسجد عبين الكبير ـ عبين عبلين

Yuosef.momany@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد