صحيفة السوسنة الأردنية

مما علمناه في مقرراتنا المدرسية بأن العرب أبان جاهليتهم كــان احدهم يصنع من الحجارة له تماثيل و اصنام  و يتخذها  من دون الله عز وجل اربابا و آلهة .. فهو يصنع آله بيديه , ثم يمضي صبح مساء و هو يقدسه بعد ان اختار موضعا في احد اركان بيته كي يبقى قريبا له اذا احتاجه ...


قد نتناول هذا الموقف بنوع من الضحك و التعجب كيف يقدس الانسان ما صنع بل يصبح اسيرا له و ذليلا .. لكننا و بقليل من الرجوع الى واقعنا المعاش  حتى يظهر لنا اشخاص يفعلون كما فعل اهل الجاهلية و أن  كان بصور اخرى .. فالحكومات التي هي صنيعة الشعوب  , على الاقل نظريا وفقا لعلم السياسة و القانون, وهي  الوكيلة في اعمال الشعوب  و القائمه بـ أمورها ,  ونحن  أي الشعوب من نعطيها ارزاقها , و نذود عنها بشبابنا  اذا ما واجهت المحن و المخاطر , الا انه على الرغم من ذلك يأبى البعض ممن رفضت الحرية ان تستقر في ذاته و تركت جسده الرخيص كي يعاقر كل دنيء من الاعمال و الاقوال , الا الاقتداء بعمل اهل الجاهلية , فتجده يطوف افراد الحكومات  تقديسا و تبخيرا ,و يدعي فيهم ما لا يستحقون , و يستنكر حق الشعوب في نقد صنيعتهم و تعديلها , كل هذه الاعمال يقوم بها المنافق في سبيل مصلحة لا حق له بها , او ابتغاء جراية السلطان من مال و احسان , او بكرسي ابعد ما يكون عنه  لو كان يعطى للكفاءة, و هناك من الجماعات التي تأبى مبدأ  " قل خيرا او فـ أصمت " و لا تعتاش الا على النفاق و التزييف فتجعل السيء حسنا ان واكب غايتها , و الحسن سيئا ان لم يكن وفقا لهوائها , فهي ليست ببعيد عن فعل الجاهلية , و ربما أشد فسادا من فعلهم
ذلك .

و لكن العرب أنعم الله عليهم بـربيع الاسلام و نوره محمد عليه افضل الصلاة والتسليم  حتى ازال ظلام الجاهلية و بؤسها  و نشر الاسلام و ضيائه .. فهل  ينعم شعبنا بــربيع العرب الحالي الذي قد لا يتكرر ... ام نكن كما فعل ذلك العربي  الجاهلي الذي التهم إلهه  المقدس المصنوع من التمر عندما واجهه الجوع و أطلت عليه المحن فما  بقيت اي قيمة للقدسية امام الم المعدة الخاوية ؟؟
 
سؤال  نهائي .. الحكومة من حجر ام من شجر قد صنعت ؟؟؟؟