إذا خسرنا الحرب لا غرابة

mainThumb

30-08-2011 10:00 PM

نحن العرب دخلنا حروبا كبيرة مع العدو ... وكانت النتيجة (( خسارة ما بعدها خسارة )) ...دعنا نتساءل لماذا ؟؟كان الجواب الشافي عند الشاعر المرموق نزار قياني والذي يقول فيه :إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ لأننا ندخُلها ..بكلِّ ما يملكُ الشرقيُّ من مواهبِ الخطابهْ بالعنترياتِ التي ما قتلت ذبابهْ لأننا ندخلها ..بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ.لقد أنهت الدول العربية حروبها مع اسرائيل بالتفاوض ومعاهدات السلام التي ما زالت عالقة ومتعثرة 





.أما الآن فقد اختلف الوضع في الوطن العربي ودخلنا مرحلة جديدة نستطيع أن نطلق عليها مرحلة الصراعات والثورات الشعبية على الأنظمة التي أصبحت مثارا للتساؤل حولها في كونها (( هل هي ثورات شعبية أم أجندات خارجية !!؟؟)) ومن شعارات هذه الثورات (( ثورة ،، حقوق ،، إصلاحات ،، شرق أوسط جديد ،، فوضى خلاقة ،، انقلاب ،، أجندات خارجية ،، عملاء ومندسون ،، بلطجية ،، تخريب ،، حقوق مشروعة ،، !! هذه العبارات كانت مثار جدل عنيف بين مؤيد ومعارض آملين أن يكون هذا التغيير إلى وحدة عربية شاملة تستطيع الزحف نحو القدس في نهاية المطاف .





ومن هنا تطرح التساؤلات بين الكثيرين ومنها :أولاً : لماذا يقول البعض (من الشعوب)، وتكتب بعض الأقلام عن ثورةٍ ما تدور في بلدٍ عربيٍ ما، أنه حقٌ مشروعٌ للثوار لإسقاط النظام، بينما يقول البعض ((عملاء للموساد، أو أناس ينفذون أجندات خارجية ؟))ثانياً : لماذا يعتبر الزعماء العرب كذلك، الثورات في البلدان العربية الأخرى مشروعةً، حتى أنهم – وعبر جامعة الدول العربية – يدعمون التدخل الأجنبي في ليبيا والثورة الليبية ضد العقيد القذافي، بينما يحاربون الثورة في بلدانهم ؟ ويعتبرونها عنفاً أو إرهاباً من مجموعات مدسوسة، عميلة، تنفذ أجندات خارجية.ثالثاً : إذا اعتبرنا أن زعماء كلٍ من مصر وتونس واليمن، ودول الخليج العربي، والأردن، وغيرها من الدول العربية السائرة في الفلك الأمريكي، يستحقون الخلع والإسقاط، لأنها أنظمةٌ مؤمركة متصهينة، فلماذا تحدث ثورةٌ في دولٍ عربيةٍ أخرى تمثل المعسكر المعادي لأميركا وإسرائيل، مثل سوريا التي تدعم المقاومة في لبنان، تلك المقاومة التي استطاعت طرد الصهاينة من الجنوب اللبناني، وتحتضن رموز فصائل الرفض والمقاومة الفلسطينية، مثل اليسار الفلسطيني وحماس والجهاد الإسلامي ؟؟ وألا تعتبر الثورة ضد هذه الأنظمة المقاوِمة، ثورةً مشبوهةً تعمل لصالح الأجنبي؟





رابعاً : إذا كانت الشعوب العربية تستطيع إسقاط الأنظمة كما حدث في مصر وتونس، فلماذا لا تضغط هذه الشعوب على زعمائها لإجبارهم على القيام بإصلاحات سياسية ودستورية واجتماعية، من شأنها توفير الحياة الكريمة للمواطن، والنهوض بمستواه المعيشي، ورعاية حقوقه السياسية والاجتماعية، وتنفيذ هذه الإصلاحات فوراً ضمن آليات تحددها الجماهير والدولة بالتعاون والتنسيق، (إذ أن المطلوب في النهاية هو تحقيق هذه المطالب) فنحن نريد العنب، ولا نريد ذبح الناطور، دون المطالبة بإسقاط النظام ككل، وما يتبع ذلك من فوضى أو فرصٍ لتدخل جهات خارجية وداخلية لخطف ثمار الثورة ؟خامساً : الكثيرون من الشعوب والحكام على السواء يؤيدون التدخل الأجنبي في ليبيا، لنصرة الثورة، بناءً على ذلك هل نعتبر أن التدخل الأجنبي مشروع في كل زمانٍ عربيٍ وكل مكانٍ عربي ؟






سادساً : إذا كان من حق الثورة الليبية ـ برأي الكثيرين ـ استدعاء القوى الأمريفرانيطانية لمساندتها، فهل من حق أي زعيمٍ عربيٍ يتعرض لثورةٍ، المطالبةفي ذلك ؟في ضوء هذه التساؤلات التي يطرحها البعض بين مؤيد ومعارض نلتمس من إخوتنا الكتاب والمحللين السياسيين والإخوة المعلقين أن يساهموا في الإجابة عل هذه التساؤلات مع وضع البديل لكل حل مقترح لكي نصل إلى حل ينسق وجهات النظر بين مصفق لهذه الثورات وبين معارض لها .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد