ظاهرة التحرش الجنسي .. إلى متى !؟

mainThumb

02-09-2011 05:00 PM

 

إن ظاهرة التحرش الجنسي أو التعرض للأنثى بالإشارة أو الايحاء أو الحركة أو القول الذي يستشف منه المساس بالحياء، ظاهرة راحت تكبر على شكل متوالية هندسية تتعاظم يوما بعد يوم دون مراعاة للقانون ومنع السلوكيات التي تشجع الفسق والفجور والتي تعتبر من أبواب التحرش الجنسي الذي تتعرض إليه الكثير من الموظفات والعاملات وبالأخص السكرتيرات الناجم عن جهل النساء في حقوقهن القانونية الذي أدى إلى انتشار مثل هذه الظاهرة .




الواقع يقول إن المرأة في كل مكان معرضة للتحرش الجنسي من قبل الرجل، خصوصا في مواقع العمل التي تضم الأعمال والوظائف المختلطة ، فالموظفة والسكرتيرة والعاملة والمديرة والمسئولة وعاملة النظافة جميعهن سيان في التعرض للتحرش الجنسي . وجميعهن لهن حقوقا قانونية في الدفاع عن أنفسهن .



ومن أكثر مظاهر التحرش الجنسي موجود عند السكرتيرات عند المدراء والمسئولين الكبار الذين لا يكتفون في سكرتيرة واحدة لإدارة أعمالهم . فبعد الإعلان عن طلب (( سكرتيرة حسنة المظهر للعمل دوامين ولا يشترط الخبرة )) في الصحف المحلية ومجلات الإعلانات التي يدور حولها الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام حول مضمونها خصوصا أنها لا تشترط الخبرة الكثير من طلبات التوظيف وصلت إلى من تقدم في الإعلان ، وكان اختيار السكرتيرة (( حسب مقياس ريختر )) في الجمال وحسن الهيئة والمنظر دون اعتبار لخدمات أو خبرات سابقة ... فوقع الاختيار على (( س)) من النساء وشاء لها القدر أن تصبح سكرتيرة للمسئول وواحدة ممن جرى اصطيادهن عبر تلك النوعية من الإعلانات وقد تعرضت للتحرش الجنسي من مديريها وهي تتحدث عن ذلك وتقول فوجئت بعد تسلمي العمل أن ما تعلمته ليس إلا واحدا في المائة فقط مما تحتاجه السكرتيرة .
 




وقد فوجئت بأن مفهوم السكرتيرة لدى من تعاملت معهم خاطئ .. فكان زملائي ينظرون اليّ على أني زوجة للمدير العام أو عشيقة ، وكانت المشكلة انه يحب الجميلات ويشترط الجمال في سكرتيرته.. وبعد استلامي مهام عملي بدأت اشعر بأهميتي الكبيرة في الشركة بدءا من أصغر موظف إلى أكبر مسئول.. فقد كان الجميع يعاملني معاملة المديرة وليس السكرتيرة. كان ذلك في البداية يسعدني حيث أشعر بأهميتي لدى الجميع، إلا أن مديري مع الوقت بدأ يطلب مني طلبات خاصة ، وأصبح يتدخل في شكل ملابسي واختيارها، بل تعدى ذلك أن أصبح يطلب مني أن أرتدي ما يحبه من ألوان .
 




اعتبرت ذلك في البداية نوعا من الـ «برستيج» وشكلا من الأشكال الملائمة التي يجب على السكرتيرة أن تظهر فيها، لكن المدير بدأ يتدخل في طريقة ماكياجي ويبدي إعجابه أو استياءه منه ومن اختياري للملابس .. إلى أن تطور الأمر فراح يسأل عما أفضّل من الملابس الداخلية. وتستطرد(( س )) في سرد الوقائع وتقول :حينها بدأت انزعج كثيرا من أسلوبه حيث كان يتعمد أن يحرجني أمام مسئولين آخرين عند اجتماعه بهم في مكتبه،وبدأت اشعر بأن كثيرا من الموظفين ينظرون إليّ نظرة لم استحسنها، وشعرت حينها أن الكثيرين يفهمون تحرري بشكل خاطئ، وبدأت رحلة البحث عن عمل جديد لعلي أتخلص من الورطة التي حلت في .


وقد وجدت عملا أفضل وبراتب أعلى سريعا، لكنني مع الوقت وجدت أن مديري الجديد لا يختلف كثيرا عن القديم إلا في خبرته الأوسع في التعامل مع السكرتيرات وكيفية دخوله أو إقحام نفسه في حوارات شخصية معهن، حيث كان يطرح ما يسمعه من مشاكل وقصص ذات طابع جنسي أمامي ربما ليعرف ردة فعلي، لكنني هذه المرة وجدت صعوبة في ترك عملي لأني شعرت بأنني اهرب من دون أن أدري. واليوم أتساءل: هل سأستمر في المواجهة مع هؤلاء المدراء الذين لا يخجلون وأمثالهم ، أم يفترض في أن أغير من شخصيتي المتحررة؟ ومسايرة الوضع وتقليل الخسائر ما أمكن ، وإما ترك العمل والرضا براتب أقل كثيرا عن سابقه لأن حصولها على راتب مرتفع جدا مع مدير مستغل ومبتز له ضريبته ، وهي تحمل هذا المسئول سلبياته القذرة بما فيها حبه للنساء الجميلات بشكل خاص ورغبته المتزايدة دوما في مغازلتهن . حسبنا الله ونعم الوكيل .



هذه بعض مظاهر التحرش الجنسي عند المسئولين...فهل ستختفي هذه الظاهرة أم سيختلط الحامل بالنابل؟؟ وإلى متى سنتخلص من هذه الظاهرة الموجودة عند بعض المسئولين الذين يتظاهرون في الأدب والكمال . ولكن جوهر حقيقتهم ((إعطاء الشياطين دروسا في التحرش الجنسي وليس عليهم هيبة المسئولين الذين ننتظر منهم الكثير )) . إلا أننا لا نغفل أبدا نزاهة الكثيرين منهم ، ولا يعلم في أسرار الرجال إلا النساء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد