هل للإنسان من اسمه نصيب ؟

mainThumb

10-09-2011 11:18 PM

أين أنت من الأسماء؟ هل تدل الأسماء على داخل أصحابها دائما؟ هل أنت ممن يأب التعامل مع الشخص لمجرد أن اسمه فلان؟ الاسم غاية في الأهمية يحمله الطفل طوال حياته هدية من والديه فان كان هدية بديعة سيسعد بها هذا الطفل عندما يكبر ويعيش في مجتمع يناديه باسمه المقبول إلى نفسه ولذا حرص الإسلام على أن يختار الوالدان اسما محمودا لوليدهما .




في عالمنا العربي نكرر العديد  من الأسماء ونسمى أبناءنا بها تيمنا بمعناها أو تبركا بصفاتها الموصولة بأسماء الله الحسنى، أو انتسابا لأسماء رجال ونساء مشهورات ، ويختار بعض الآباء أسماء لأبنائهم تعطى الآباء انفراجا وارتياحا نفسيا تعويضا عن أمل مفقود أو لذكرى أمر محمود، أو لإيهام السامع باسم قوى يوحي بالعنف والصخب في بيئة مملوءة بالصراعات ، فعلى سبيل المثال شيوع أسماء ثائر و ثائرة ، كفاح ، نضال ، حرب في فلسطين السليبة . التسمية باسم الجد والجدة خاصة الابن البكر إكراما لهما وحرصا على شجرة النسب العائلية، أو التسمية باسم أحد الأقارب المميزين في العائلة، أو للشبه بين المولود وأحد أفراد أسرته، أو لوفاة فرد من العائلة تخليدا للمتوفي خصوصا في أسر الشهداء . كذلك   يبتعد الآباء عن تسمية أبنائهم بأسماء توحي بالانكسار أو الذلة فلم نسمع عن اسم مغلوب ولكننا نسمع عن غالب ولم نسمع عن مهزوم ولكن اسم منصور ، وفي بعض الدول تشيع الأسماء التي توحي بالعقلانية مثل فهيم وحكيم.



الأخلاق والأعمال والأفعال الذميمة تستدعي أسماء تناسبها وأضدادها تستدعي أسماء تناسبها،  وكما أن ذلك ثابت في أسماء الأوصاف فهو كذلك في أسماء الأعلام ، وما سمي رسول الله " محمد وأحمد "  إلا لكثرة خصال الحمد فيه ولهذا كان لواء الحمد بيده ،  وأمته الحمادون ،  وهو أعظم الخلق حمدا لربه تعالى ، و من هنا  أمر رسول الله بتحسين الأسماء فقال حسنوا أسماءكم فإن صاحب الاسم الحسن قد يستحي من اسمه وقد يحمله اسمه على فعل ما يناسبه وترك ما يضاده .




 وهناك العديد من الناس و القادة الذين لهم من أسمهم نصيب ، فالرئيس الراحل  صدام اسمه مشتق من الفعل صدم الذي ضرب الشيء الصلب بشيء مثله ، و مما يدل على أن الرئيس صدام اسم على مسمى   أنه  اصطدم بأمه في زواجها من زوجها الثاني وكان على خلاف مع  زوجها   .   واصطدم مع ابن خالته وأخ زوجته عدنان خير الله طلفاح. واصطدم مع إيران في حرب راح ضحيتها أكثر من مليون قتيل من الطرفين .   واصطدم مع الكويت فأحتلها . واصطدم مع القضاة الذين حاكموه بكل قوة و شجاعة .   واصطدم الشارع العربي بإعدامه في العيد . بل الغريب أن حتى بعد الموت اصطدم في أمره الناس ،   فالبعض  يقول عنه كافر وان تشهد بينما يترحم عليه آخرون   .



وعلى النقيض من ذلك ، هناك أناس ليس لهم من أسمائهم نصيب ، فهناك من تسمي (موفق) وفي الحقيقة ليس بينه وبين التوفيق أي صلة أقصد ليس موفقاً للخير وفعله، وهناك من تسمي (جمـال) وجميع أقواله وأفعاله أقبح من القبح، وهناك من تدعى (   بحنان) والحنان برئ منها وممن يحذو حذوها، و هناك  من تسمى بأسماء الرسل والأنبياء وهم لا يتبعون سنتهم ولا يتحلّون بصفاتهم  .. والأدهى والأمر أن هناك من تسمى بخير الأسماء (ما عبد وما حمد) ولا يحمد أو يشكر النعم ويتناسى من هو ؟  كَم مِن الناس مَن تسمى بإسم محمد  ، وليس له مِن اسمه نصيب . ومن أشام مَن تسمى به : محمد بن  محمد  بنِ علي  البغدادي  ابن العلقمي ، الرافضي  ، وزير  المستعصم     . وكان يُلقّب بـ " مؤيد الدين " ! فلم يكن محموداً ، ولا كان مؤيداً  للدِّين ، بل كان هادماً للدين ، خاذلاً  له.




من غرائب وعجائب العرب في الزمن الحاضر   أسماء ليس لها من اسمها نصيب ، و الفضل ذلك يعود إلى  زين تونس  ومبارك مصر  وصالح اليمن وبشار سوريا  ومعمر ليبيا  ... فزين لا يمت للزين بصلة وكل أفعاله مزرية قاتمة السواد ،  و مبارك ...لا بركة فيه وفي أفعاله و أعماله ،و معمر ...دمر العباد و خرب البلاد وافسد الأمة ، و صالح .. لم ينجز شيئاً صالحاً قط بل له من الطالح حظ. و بشار ...لم يبشرنا إلا بالموت والتعذيب و القتل . وهنا لا بد أن أقول  نعم الأسماء   وبئس (من تسموا بها وشتان بينهم وبين أسمائهم  ( ، لا أريد اضرب أمثلة أكثر خشية أن أثير حفيظة أصحابها. وأخيراً ، اللهم ولي علينا خيارنا ولا تولي علينا شرارنا .. اللهم أمين .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد