المتقاعدون

mainThumb

01-10-2011 02:41 PM

  إذا كان للمتقاعدين العسكرين مؤسسة تعنى بأمورهم، فمن للمتقاعدين المدنيين؟! إذ لا مؤسسة أو جمعية تسعى من أجل إيصال صوتهم لأصحاب القرار خاصة بعد عزم حكومتنا الرشيدة إعادة الهيكلة للمؤسسات الرسمية وإنصاف الموظفين الرسميين بحيث تتم إعادة هيكلة الرواتب بشكل يسمح لهم بالعيش الكريم، وهذا أمر لاقى ارتياحنا ولو أنه لم يزل بعد دون تنفيذ، أما المزعج فهو أن المتقاعدين عسكريين ومدنيين لا تشملهم إعادة الهيكلة هذه، وكأن المتقاعد قد خرج من الحياة، وغدا لا يتأثر بغلاء أو رخاء ، علماً بأنه قد بلغ عمراً كبر فيه أولاده والبنات وازدادت المسؤوليات والأعباء وطلبات هؤلاء في الدراسة بالمعاهد والجامعات، وما أدراك ما الجامعات ورسومها القاصمات لظهر الأثرياء والثريات فيسارعون للسعي لكسب المكرمات للمحروسين من النجباء والنجيبات.

فيا أيها المعروف بخيت سمعنا أن المتقاعدين العسكرين قد لجأوا لكم يطلبون العدل والإنصاف والمساواة، فما أخدوا منكم سوى وعوداً عابرات رغم تكرار ذلك مرات ومرات، وقد سمعنا أيضاً أنهم بعدها قصدوا بيت الأردنيين علهم يحظون بلقاء رب الأسرة الحاني جلالة الملك عبداالله الثاني بن الحسين فيبثونه الشكوى ويطلبون أمره السامي بإنصافهم، إلا أنه أكدوا  بإن من أولاه مولانا رئاسة الديوان الملكي العامر وأوصاه بإن يستقبلنا وبإن يعاملنا بالبر والإحسان ذلك الكركي الأبيّ الأديب الأريب والذي كان أمل المحاربين القدامى أن يكون برا بهم عطوفاً يستقبلهم في صدر الديوان أصحاب بيت لا ضيوفاً لكنهم وعلى ذمتهم وهم صادقون قالوا بأنه أقفل الأبواب دونهم وحرمهم متعة اللقاء بسبط الرسول عليه وعلى آل بيته الكرام الصلاة والسلام.

فلك يا معروف أعود لأقول بإن المتقاعدين عسكريين ومدنيين أضحوا بلا قرش مصروف ولا وجه معروف، فأما وقد تصديتم لحمل المسؤلية فتحملوها بصدق وأمانة واخدموا شعبكم ومواطنيكم بإخلاص، نحن أصحاب حق ولا نسأل منة من أحد، لا تعتذروا بحجة قلة الموارد، كافحوا الفساد ورشدوا الاستهلاك واضبطوا الانفاق وحاسبوا من يقبض الأجر على العمل، ساووا بين الموظفين عاملين أو متقاعدين في المؤسسات والدوائر الحكومية وتعاملوا معهم حسب الشهادة العلمية والكفاءة والخبرة، نعم يا بخيت، أريحونا بالأسراع في الإستجابة لمطالبنا المشروعة لنريحكم وتريحونا من الاعتصامات والمظاهرات، فنحن لا نريد هذا البلد إلا آمناً مطمئناً ومزدهراً لنعيش أسرة واحدة متحابة في ظل الراية الهاشمية، هيا يا بخيت هيا، زين الله بختك، هيا ابدأ العمل الجاد وحارب الفساد بالتجارة والاقتصاد بالتصدير والاستيراد وحرر رقاب العباد من سياط الغلاء، وفروا لنا لقمة مستساغة لا مهرمنة ولا مسممة، فلقد اشتقنا لصحن فول أو حمص يؤكل، لا نريد بيتزا أو همبرغر، نريد حبة فلافل أكبر فحبة الفلافل يا سيدي أصبحت من صغر حجمها لا ترى بالعين المجردة، ويا بلاش الأربعة بشلن، على كل أختم وأقول: الله يرحم بيّ صاحب القول المأثور والعمل المأجور دولة الكباريتي الذي قال: (الدفع قبل الرفع) فقد قال وما قال فعل فليتكم به تقتدون والسلام على من اتبع الهدى.


*  عضو رابطة الكتاب الأردينين


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد