هل "جامعتنا " تجمعنا ؟
المتوقع من "الجامعة" العربية أن تجمع وتقرّب العرب من العرب وهذا ما يدل عليه اسمها. لكن دورها يبدو أنه انحرف منذ زمن عن مساره الصحيح وصارت تمارس دورها غير عابئة بما ينتج عنه من استحقاقات تنعكس على الشعوب وقياداتها خالقة شعورا بعدم الثقة بها بل أحيانا يكون ذلك الشعور بمثابة استعداء خلقته عند الشعوب بتدخلها الذي لا يأتي بخير ولا يحل مشكلة بل يؤزم المشاكل ويخلق جوا من عدم الراحة والتوتر. "والحل" الذي تتبناه "الجامعة" غالبا إن لم يكن دائما نراه يخدم في المحصّلة جهات غير عربية ويضيف أعباءا على الدولة المتلقية " للحل" لإرضاء أمريكا وإسرائيل وتنفيذا لسياستهما وتحقيقا لمصالحهما التي يجب أن لا تمس بل ومن المحرم مجرد التفكير بالمساس بها. لذلك نراها تسارع بالتدخل بالدول العربية التي تشكل عقبة أمام إسرائيل كما حصل في حالة عراق صدام. حيث كانت أداة لتنفذ أمريكا ما تشاء من سياسات في الدول العربية. وفي مثل هذه الظروف نرى تدخلها حماسيا واندفاعيا لحسم الموقف ولا نراها كذلك في السودان والصومال على سبيل المثال.
فبعد بداية الثورة الليبية بأيام معدودة مهدت الطريق لحلف الأطلسي ليدمر ويقتل ويلحق الخسائر ويعمل على تخلف ليبيا سنوات طوال. وها هي الآن تغازل أمريكا وإسرائيل بما اتخذته من قرارات تجاه سوريا من حصار وعزلة وتجميد عضوية لا يخدم سوريا ولا العرب بل يخدم مصالح إسرائيل والغرب. وليكن واضحا أنني لست مع الأنظمة الحاكمة بل مع الشعوب التي هي من يتأثر بقرارات "الجامعة " المجحفة ويضيق عليها العيش وحرية التحرك والتجارة مما يؤدي لارتفاع الأسعار ومستوى المعيشة. فإن كان ذلك وسيلة لتضغط الشعوب على حكامها وبالتالي التخلص منهم فكأن "الجامعة" تقول للشعوب لتنجوا بأنفسكم اقفزوا من المقلى الى النار. "والجامعة " تتدخل كما هو واضح بالدول ذات الثقل الإقتصادي ولنقل النفطي (العراق وليبيا) وذات الثقل السياسي المؤثر على مستوى المنطقة والعالم (سوريا) ولا شأن لها بدولة كالصومال يأكل بعضه بعضا ولا بالسودان الذي انقسم الى دولتين وبطريقه لتفريخ دويلات أخرى.
ما الذي نستخلصه ممّ سبق؟ لقد ثبت ومنذ زمن للجميع أن "الجامعة " تلعب دورا تقسيميّا وتفريقيّا لا كما يدل عليه اسمها. كلنا نعلم كيف كان عمرو موسى الأمين العام السابق وقبلها وزير خارجية مصر ، نعلم كيف كان هجوميا على اسرائيل لدرجة أن مادلين أولبرايت وزيرة خارجية الولايات المتحدة انذاك قالتها علنا لن تستقيم الأمور مادام موسى وزيرا لخارجية مصر. ذلك يدل على أنه كان يشكل حجر عثرة في طريق تحقيق مآرب اسرائيل وبطلا عربيا تغنى باسمه الكثيرون. وبعد أن أصبح أمينا عاما "للجامعة" انحرف عن مساره بشكل حادّ كي يرأس جهازا من شأنه تسهيل وتهيئة الظروف لسياسة امريكا. وما موقفه من ليبيا وجلب حلف الأطلسي لأكبر دليل على أنه نفذ دور "الجامعة" المرسوم لها بحذافيره وبمنتهى الجدارة والحرفية خدمة لأمريكا ومن يدور بفلكها.
لماذا لم تتدخل الجامعة عند حسني المتمدد على سريره عندما منع فتح المعابر بين مصر وغزة؟ لماذا لم تهدده بتجميد العضوية والحصار عندما كان شعب غزة يموت جوعا ويستصرخ الله العون ومن بيدهم العون بعده؟ بالطبع لأنها لو فعلت ذلك تكون قد تمردت على أمريكا ونهجت نهجا يتقاطع مع سياسة أمريكا وابنتها الوحيدة المدللة اسرائيل.
فالأوْلى بالشعوب العربية أن تثور وتطالب بإلغاء ما يسمى "الجامعة " العربية قبل المطالبة بإزالة الأنظمة المستبدة. فمستبد وطني خيرٌ ألف مرة من معتدل خائن متآمر. فما اتخذ من قرارت بشأن سوريا حتما سينعكس كارثيا على سوريا بالدرجة الأولى وسلباعلى دول الجوار مع اختلاف الآلية. فلبنان يعاني بداخله من "دولة " حزب الله وارتباطه مع سوريا وإيران, فالتأثر هنا سياسي عقائدي والعراق يعاني من هيمنة إيران على قراره السياسي فلابد أن يوازن بين الرفض والتأييد. أما الأردن ربما يكون أكثر المتضررين لأنه يعتمد بجزء كبير من تجارته على التبادل التجاري مع سوريا، إذ هو دولة عبور تربط ما بين سوريا ودول الخليج، أضف الى ذلك التداخل العشائري بين الدولتين والعلاقات الإجتماعية بين أولئك وهؤلاء بحكم التماثل الطبيعي والإجتماعي خصوصا في منطقة حوران التي تمتد من جنوب دمشق وحتى جرش حيث العشائر تنقسم بين الدولتين. كل ذلك يجعل التفاعل والتجاوب من طرف تجاه الآخر محسوما وحتميا وتلقائيا مما يترتب عليه تبعات اجتماعية ومعيشية تثقل كاهلنا.
هل تأخذ " الجامعة " هذه التداخلات والتقاطعات بالحسبان عندما تزيّن لنا أن قرارها يأتي لإنقاذ الشعب؟ حقا إنها كلمة حق يُراد بها باطل. فإلى متى ستبقى هذه "الجامعة" علينا لا معنا؟ وإلى متى ستبقى تتدخل لتقتل الشعوب؟ وإلى متى ستبقى تصم آذانها وتغمض عينيها عما يجري من تقسيم في الدول العربية؟ وإلى متى ستبقى تستخف بعقولنا وكأننا أعراب لا نعرف سوى رعي شياهنا؟ كفا يا مُفرّقتنا كفا !! لقد تجاوزتِ الحدود وارتكبتِ المحرمات واقترفتِ الكبائر وساهمتِ في التفرقة بدل الجمع ولم الشمل. فأنت الأوْلى والله بالمقاومة والإزالة والرحيل إذ لا فائدة منك ترجى ولا فضل لك يذكر ولا خير منك يرتجى.
ها نحن نعيش تدويل الشأن السوري بسبب "الجامعة" العربية ولا عبرة مما جرى للعراق. فانحرافها عن مسارها الحقيقي بات واضحا للقاصي والداني وبحاجة لتعديل والتعديل يأتي بجهد شعبي عربي شامل صبور, وما الصبر إلا مفتاح الفرج. حمى الله الأمة والغيارى على الأمة. والله من وراء القصد.
ababneh1958@yahoo.com
ليلى عبد اللطيف تكشف توقعات مرعبة لعام 2026
لماذا تآمروا على دول الربيع العربي
اللغة العربية وجماليات الإبداع
اعلان فقدان وظيفة صادر عن وزارة الصحة .. أسماء
حبّ اللغة العربية يبدأ بتحريرها من الظلمة
فقدان الاتصال بطائرة تقل رئيس الأركان الليبي ومصير الركاب مجهول .. فيديو
الجيش يتعامل مع جماعات تعمل على تهريب الأسلحة والمخدرات
طلب قوي على الدينار الأردني مع موسم الأعياد واقتراب نهاية العام
طقس بارد حتى الجمعة مع احتمال زخات مطر
بني سلامة مديراً لمركز دراسات التنمية المستدامة في اليرموك
وظائف شاغرة بدائرة العطاءات الحكومية
تجارة عمان تدعو لإنشاء مجلس أعمال أردني -أذري
الأردن يوقع اتفاقيتي توسعة السمرا وتعزيز مياه وادي الأردن
الصناعة توافق على استحواذين في قطاعي الطاقة والإسمنت
الأردن يشارك في البازار الدبلوماسي السنوي للأمم المتحدة
جماهير الأرجنتين تنحني للنشامى بعد نهائي كأس العرب
يوتيوب يعود للعمل بعد تعطله لآلاف المستخدمين
بحث التعاون بين البلقاء التطبيقية والكهرباء الأردنية
ارتفاع جديد في أسعار الذهب محلياً
حوارية في اليرموك بعنوان المدارس اللسانية المعاصرة
بدء الامتحانات النهائية للفصل الأول لطلبة المدارس الحكومية
الطب الشرعي يكشف سبب وفاة شاب مفقود في الكرك


