قديش حق عصير أبو الشلن !

قديش حق عصير أبو الشلن !

13-12-2011 09:29 AM

ربما ينتابنا إحساس بالحاجة للضحك من الوهلة الأولى لقراءة العنوان , وربما يرى البعض أنه سؤال غير منطقي لا يصدر إلا عن طفل لم يبلغ الرشد بعد , لكن في واقع الحال الذي وصلنا إليه اليوم  أصبح هذا السؤال ضروري ومنطقي في حال إننا اقتربنا من أحد أكشاك الجامعات لشراء قطعة من الشوكولا أو علبة عصير , أصبح من الروتين الذي يعيشه الطالب الجامعي  شراء سلعة بسيطة بسعر يختلف عن ذالك السعر الذي اعتاد أن يدفعه مقابل هذه السلعة من أي محل تجاري خارج أسوار الجامعة , وأصبحت الأكشاك التي تحتضنها الجامعات عبارة عن سوق سوداء ليس فيها أي قانون يحكم التسعيرة والنوعية وأصبحت ظاهرة تعويم الأسعار داخل هذه الأكشاك  دافعاً لعزف الطالب عن الشراء منها بل أنه يضطر أحياناً لقطع مسافات ليصل إلى أحد المحال التجارية خارج الجامعة للحصول على حاجياته بسعر معقول .

أصبع مثلاً شائعاً في مجتمعنا "بعدك طالب جامعة" نستخدمه عندما نرغب بدفع أجرة "الباص" عن أحد أقاربنا الطلاب أو أصدقائنا منهم حتى أنه أصبح حال الطالب معروف للجميع , فهو يعتمد غالباً على ولي أمره لأخذ مصاريف يومه , وأنه بالكاد يستطيع أن يغطي تكاليف دراسته من أثمان كتب وأجور نقل يعني بصريح العبارة " طالب الجامعة مش طمعه " وأن ميزانيته لا تحتمل كل هذا الغلاء الفاحش الذي نراه من إدارة الجامعة قبل أن يكون من أصحاب هذه الأكشاك , فلا نجد رقابة او قوانين لتحديد وتنظيم أعمال التجار داخل الجامعة , وعند سؤال أحد هؤلاء التجار عن سبب رفعه لأسعار هذه السلع التي في الحقيقة لا يختلف سعرها من إربد إلى العقبة فيكون رده بارداً ومقنعاً فيقول : " والله يا عمي أنا متضمن الكشك من الجامعة بثمانين ألف أو ما قارب ذالك ... روحوا خليهم ينزلوا سعرهم وأنا من عيني هاي قبل هاي رح أبيع بسعر السوق وأقل شوي" ينتهي رد التاجر , نحاول سؤال أحد المسئولين في الجامعة عن سبب الغلاء في أجور هذه الأكشاك يكون رده : " يا عزيزي الجامعة عليها التزامات ومصاريف وما دام في ناس بدفعوا الأجار الي بدنا ياه ليش لحتى نقوم بتخفيضه وإذا مو عاجبكم أسعاره لا تشتروا من عنده" ينتهي كلام الإداري .


يقف الطالب في حيرة من أمره ,نجده تارة ينظر إلى هذه المرافق التجارية - التي لم توجد في الأصل إلا لخدمته وتقديم ما يحتاجه لقسط من الراحة بين محاضراته - وتارة أخرى  ينظر إلى جيبه, يتقدم إلى البائع ويسأله بصوت مختنق "كم حق عصير ابو العشرقروش " فيرد عليه التاجر :"20 قرش" .


 كان الله بعون هذا الطالب المسكين وكان الله بعون والده الذي دفع وما زال يدفع عمره مقابل أن يرى ابنه أفضل حال منه , ربما آن الأوان الذي لا بد للطالب فيه أن يعود لنفس الروتين الذي كان يتبعه في المدرسة ويقوم بإحضار "سندويشة الزيت والزعتر وحبة فواكة " معه إلى الجامعة ليسد بها جوعه ولا بأس بإحضار زجاجة ماء أيضا ليروي بِها ظمأه نظراً لأن ماء الجامعة مقدّس لذالك سعره مرتفع دائما .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد