صحيفة السوسنة الأردنية

"تحيرنا ياقرعا من اين نبوسك " مثل اردني يطلق على الذي يقع في حيرة من أمره ويستحق هذه الايام ان يكون المثل الاول بامتياز كونه بات الاكثر ترددا على ألسنة الحكومة والمنادين بمحاكمة الفاسدين على حد سواء .

 

أنا لاأتهم أحدا بالفساد ... حتى وان فعلت فان المتهم بريئ حتى تثبت ادانته لاعتبار ان القضاء صاحب الكلمة الفصل في التبرئة أوالادانة .. فاتهامي أحدا لايقدم ولا يؤخر .. فلست وغيري أصحاب كلمة فصل .

 

لايجوز ان نهتف بمحاكمة الفاسدين .. وفي الوقت ذاته نصدر حكما ببرائتهم ... لمجرد قناعة لاتغني ولا تسمن من جوع قانونيا في ان هذا الفاسد بريئ او مدان  لنسبق بذلك القضاء في اصدار حكمه العادل في التبرئه أو الادانة !!.

 

من أين هم هؤلاء الفاسدين ؟ أليسوا من ابناء جلدتنا ؟  أليسوا من أقاربنا ؟ أليسوا مواطنين اردنيين يأكلون من خبز الوطن  ويشريون من ماءه ويتنفسون من هواءه ويقطنون بين ظهرانينا ؟ .

 

هل نستورد فاسدين من الخارج لنحاكمهم ؟ أليس من الحكمة أن لاننتصر لاحد منهم ؟ أليس من الحكمة أن  نشد على ايدي الحكومة لتصدير المزيد منهم الى القضاء ؟ أليس من حقنا ان نقطف ثمار هتافاتنا " التي أتعبتنا " على مدار عام تقريبا ؟ .

فصل الربيع على الابواب وفيه يكون القطاف .. والربيع الاردني سيكون زاخرا بالقطاف كما الربيع العربي .. لكن مايميز ربيعنا هو ان القطاف فيه هادئ ولونه أخضر

بلون الطبيعة وليس بلون الدم  .. اذ لم ترق فيه قطرة دم واحدة .. والحمد لله .

 

أطلب من الحكومة ان لاتبوس القرعا وانما تفرغ في رأسها رصاصا مميتا  كي لانبقى محتارين من اين يكون البوس .. اذ لاوقت للحيرة ولا للتردد ولا للبوس .. سنتكلم في مسألة البوس في الصيف !! .

 

                             والله من وراء القصد