يا مكافحة شمولية ومتكاملة يا بلاش

يا مكافحة شمولية ومتكاملة يا بلاش

20-12-2011 06:34 AM

يقتضي مبدأ العدالة المساواة في الرعية ، كما ويقتضي ان لا يكون المفسد في منأى عن المحاسبة والمسائلة أيا كان موقعه ، ومهما عظمت مسؤولياته . 

توجيهات ملكية في الاصلاح ضمن اسس واعدة بالخير تضمن حقوق المواطن والوطن وتحفظ مقدراته ، وتفسح المجال لاجراءات فعلية بمواجهة المفسدين في الارض .

 هذه التوجيهات جاءت مطلقة ، وتجري على اطلاقها سيما وأنه لم يرد ما يقيدها فهي واجبة التنفيذ بغض النظر عن الفئوية او الجهوية او الاقليمية او العنصرية او الانتماء السياسي للمفسد مهما كان طيفه ، كما ويشمل كافة السلطات في الدولة من تشريعية وتنفيذية وقضائية ، والتي تمثل الحجارة الصلبة التي يرتكز عليها (قدر) الدولة بشكل عام فاذا ما ضعف او هان او اهترأ احدها انقلب القدر لا سمح الله ، كما وتشمل ايفاء كل ذي حق حقه باعادة اعتبار من سعى المفسدون الى اقصائهم من مواقعهم حفاظا على مكتسبات او اخفاء لفساد في المراحل الغابرة .

 فاصدار تعديل لتشريع واحد لمرات عديدة في عام واحد دون الوصول الى الاستقرار فيه ، وصدور تعديل يضمن حق احدهم بتولي منصبا عاما ، ومن ثم التوجه الى الرجوع عن هذا التعديل بتعديل آخر ينطبق عليه ذات الوصف ، والتخبط في الشريع بقانون مؤقت كان او دائم ، والتكسب والمحسوبية والواسطة واخفاء الجنسية و...الخ يعود لخلل لا بد من وضع اليد عليه . 

والنقل والندب التعسفي رفعا ليد فلان او علان عن قضية بعينها ، وكيل التهم غير الواردة بالقاموس او القانون تحت مسمى المسائلة التأديبية ( كتسلط الادنى على الاعلى ) حماية لفاسد او اخفاءا لفساد ، واقصاء لمكافح ، والمزاجية المترافقة بشخص الماثل ، والانتداب خارج نطاق المألوف اعتداءا على الجهة الاصيلة ، وتأخر الفصل ، وقلة الكادر وعدم تأهيلهم و... الخ يعود لخلل لا بد من وضع اليد عليه . 

نلاحظ في الآونة الاخيرة اتجاه الحكومة الى ملاحقة ما يتعلق بالسلطة التنفيذية ، تاركة ما دون ذلك ، ويبدوا انها اختصرت تفسير التوجيهات الملكية بهذا الاتجاه دون غيره ، ومع اننا نؤازر الحكومة بأن تكون ضاربة بيد من حديد على من يتنفعون ويتكسبون من قوة ومصالح المواطنين والوطن ، وينهبون المال العام ، ويهدرون مقدرات الوطن الا اننا وبشدة مع توجيهات جلالة الملك بوضع مخطط شمولي لمكافحة الفساد مكافحة متكاملة لا باتجاه واحد ، وكأن الفساد منحصرا في سلطة واحدة دون سواها ، منعا لتغول سلطة على اخرى بحجة ارتباطها بهذا المسمى ، وبعد المتغولة عنه ، فمن بيته من زجاج سيتحرى قبل رمي بيوت الناس بالحجارة ، والله من وراء القصد .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد