مخطط لاسقاط حكومة الخصاونه

mainThumb

25-12-2011 01:59 PM

منذ إعلان دولة رئيس الوزراء ان عملية خصخصة المؤسسات العامة و الشركات المملوكة للدولة تمثل سرقة ونهب  للمال العام ، تبعها خطوات جديّة ومقبولة نوعا ما لدى الشارع الاردني  من خلال اصراره على طرح الملفات الكبرى كالبوتاس والفوسفات وموارد وامانة العاصمة وغيرها للنيابة العامة وعلى جلسات مجلس النواب، خصوصا  ان هذه الملفات  تحمل اسماء من الصف الاول لرموز الفساد، عندها بدات القوى الخفية (قوى الشد العكسي) في التحرك بالايعاز لادواتها في مواقع عديدة في ضرب العملية الاصلاحية برمتها وتقسيم المجتمع الاردني الى موالاة ومعارضة من خلال تفتيت النسيج الاجتماعي الاردني وخصوصا العشائري ، لادخال البلد في حالة فوضى واظهار دولة الرئيس بمظهر غير القادر على حماية البرنامج الاصلاحي .

حقيقة هذا المخطط اعد له مبكرا لكن اعراضه المرضية ظهرت اولا بافشال النصاب القانوني لجلسة مجلس النواب الاردني التي كانت مخصصة لمناقشة خصخصة شركات الفوسفات والبوتاس والاسمنت وقطاع الاتصالات  ، تبعها الاحداث المؤسفة التي حدثت يوم الجمعة الماضي في محافظة المفرق ، والتي اظهرت ضعف الحكومة في الحفاظ على حق الافراد في التعبير عن رأيهم من خلال التراخي الأمني الذي لم يضبط حالة الفلتان ، مما وضع حكومة الخصاونة في احراج سياسي امام وعودها في حماية مسيرة الاصلاح ، وبالتاكيد هذا لم يحدث فجأة بل سبقه اصرار من حركة الاخوان المسلمين على اقامة مسيرتهم وبالمقابل كان تحدي واضح من اهالي المفرق على عدم السماح لهم باقامة مسيرتهم والتي تم التجييش لها بطريقة ذكية ، خصوصا أن البعض لم يدرك بعد أن كل شىء فى هذا العالم يمكن أن يخضع للخلاف والاتفاق والأخذ والرد والتفاوض و باسلوب ديمقراطي بعيدا عن اسلوب استخدام العصا والحجارة التي لم تعد لغة تخاطب حضارية ، فلا يعقل ان تصل الامور الى اسالة الدماء بين الدم الاردني ورموز الفساد في قصورها تنفرج اساريرها وتضحك مليء فيها على نجاح مخططاتها .

كان على  قيادي حركة الاخوان المسلمين استيعاب المخطط وان يتصرفوا  بحكمة وان يخففوا من وتيرة التصعيد، بل كان من الحكمة  تأجيل الاعتصام لاعطاء فرصة لدولة الرئيس للمضي في تنفيذ وعوده وخصوصا انه قام بنبش عش الدبابير وبحاجة في هذه الفترة الوقوف معه للتصدى للقوى الخفية ( قوى الشد العكسي) فالمعركة ليست سهلة وخصوصا ان هذه القوى قد جندت المال وبعض وسائل الاعلام لاثارة الفتنة وتفتيت النسيج العشائرى وتقسيم المجتمع الى موالاة ومعارضة.

 
في هذه المرحلة الدقيقة نتمنى من الاخوة في الحركة الاسلامية وجميع الحركات الوطنية التهدئة وعدم الاستجابة لردة الفعل ، فمعركة رئيس الوزراء والاردنيين جميعا في محاسبة رموز الفساد ، معركة شرسة ،  ولطالما طالب الاردنيون بفتح ملفات الفساد الحقيقة ، فهنا يظهر معادن السياسيين وقادة الراي والاحزاب في قراءة التصريحات وتحليل الاحداث ، فخيوط الفساد في الاردن وصلت جميع المؤسسات سواء التنفيذية او التشريعية او قادة اجهزة امنيين سابقين ، جميعهم الآن في خندق واحد والمفروض ان قوى التغيير والاصلاح في خندق واحد ومعهم الشعب الاردني باكمله ، فعلى قوى الاصلاح مسؤولية ضبط النفس والتصرف بحكمة ، لان التصعيد واراقة الدماء سوف تسقط الاصلاح بل الوطن بكامله وتدخل المجتمع في فوضى وضياع لا يحمد عقباه ، وخلاصة القول ان اجتثاث الفساد وبرنامج الاصلاح يكون بالتدرج، ولن ياتي ابدا بشعاراسقاط النظام ولنا عبرة بما حدث في بعض الدول العربية الشقيقة.

فالمطلوب وطنا سليما معافى تتنفس  رئته هواء نقيا خاليا من زفير الفاسدين ، ولن يكون الا بحكمة الوطنيين الشرفاء.

اللهم احفظ الاردن من كيد المتربصين به ...اللهم آمين

والله من وراء القصد.

msoklah @yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد