لماذا تفوق جوارنا علينا ؟

mainThumb

26-12-2011 02:15 PM


 السؤال القديم الذي صيغ بأكثر من عبارة ( ونسب أحيانا ً لأكثر من قائل) حول لماذا تقدم الغـرب وتأخرالمسلمون ( العرب ) أشبع تحليلا ًدون فائدة عملية , أو مجرد تحول في المواقف السياسية المعبرة عن إرادة التغيير في الوضع العربي برمته الذي يعاني من التبعية التي ترسخت في عمقها الأمني مع أحداث (( الربيع العربي !!)) وقبل هذا الربيع في العراق ,إذ استمرأ البعض هذه الاستعانة واستهون نتائجها المباشرة والآنية,على الرغم من أعراضها التاريخية السلبية والمهينة التي ستلاحق أجيال هذه المرحلة في المستقبل القريب. 

وإذا كان في واقع الأمرالحالي غلبة الواقع الحضاري الغربي على واقعه الإسلامي (والعربي) , بماذا نستطيع أن نبرر (فقد اعتدنا أسلوب التبرير تهربا ًمن مواجهة المسؤولية بشجاعة وأمانة ) تفوق دول الجوارغير العربية في المنطقة , إيران وتركيا بالتحديد ( نفهم أسباب تفوق العدو الصهيوني ) على الدول العربية في بناها الأمنية وفي تأثيرها المباشرعلى أمن المنطقة وإشغال العالم بقضاياها ومواجهة مصالح الدول الغربية وأميركا بالتحديد,وإن كان لارتباطات ومصالح كل من هاتين الدولتين , ولسياساتهما المناطقية والدولية تناقضات أساسية , ولكن احتفظت كل دولة منهما بدور فاعل ورئيسي ومؤثر في المنطقة وفي أطراف "الصراع الدولي " الذي بدأ بتحقق نبوءة الاستراتيجيين الأميركيين بانقضاء تفرد أميركا بالقوة الدولية , وأحادية القطبية الدولية بمجموعة من الدول غيرالأوروبية التي تشكل أفلاكا ً تحوم حول مركزها في واشنطن" بتوافق دائم وخلاف مؤقت" حول المواقف الأميركية من القضايا العالمية بشكل عام وقضايانا العربية بشكل خاص. 

وكانت النبؤات الكيسنجرية ( نسبة إللى السيد كيسنجر ) والبريجنسكية ( نسبة إلى السيد بريجنسكي) تشير إلى أن الأحادية القطبية ستعادلها ,في هذه الفترة الزمنية أي بعد 20 عاما ً على النبوءة ,النضهة الروسية , الصينية ,الهندية ووعي هذه الدول إلى حقيقة الصراع العالمي وطبيعته وعنجهية التفرد الأميركي – الأوروبي ( والياباني الذي ما زال مغلوب على أمره منذ احتلاله بعد هزيمته العسكرية في الحرب العالمية الثانية ) وغطرسته. 

وتمتاز هذه القوى الصاعدة والمؤثرة في مشهد الأحداث العالمية بأن علاقات أطرافها بعضهم ببعض ليست مركزية ولا علاقة لها بالأفلاك الحائمة حول مركز وإنما كدول مستقلة تحترم سيادتها ولا تقبل وصاية من أحد, بالتوافق حول الالتزام بأخلاق القوة واستعادة المبادرة الدولية حول قضايا الشعوب وآمالها بما فيه الشعب العربي وآماله التي إن استعاد بعضا ًمنها ملك ناصية التحول نحو مصدرالقوة المؤثرة في ردع تبني الآخرين لحمايتنا ونفي حاجتنا إلى قوى أخرى للدفاع عن مصالحنا وحدودنا( وثوراتنا الشعبية !!). 

فالوحدة , وإن لم تصل الى مستوى التوحيد السياسي ( أو اندماج الكيانات الجغرافية أو بعضها ), واقتصرت على توحيد الموقف والاتفاق على سياسة أمنية عربية , وتعاضد المصطلحات الاقتصادية, وتنمية القدرة البشرية العربية بمختلف أقطارها ببرامج فيها نوايا حسنه , واستبدال موجات الصراع التنافسي بما تشهده من موجات الصراع التخاصمي والتهديمي, في مبادرات البناء وتمتين عرى الروابط التنموية وإحياء عناصر النهضة والترقي المتراكمة وقواها الكامنة في تراث الأمة وتاريخها .

 كل جوارنا متفوق علينا بقدراته ومقدراته,كل جوارنا متفوق علينا بقواه العسكرية وبناه الاقتصادية الوطنية, وكل جوارنا طامع فينا ومستضعف رد فعلنا ومستهين بإمكاناتنا على التصدي لما يواجهنا من أحداث تشتت مواقفنا وتستعدي بعضا على بعضه الآخر,وكل منها يدعي حرصه على مستقبلنا !! فهل يصنع الآخرون مستقبلا ً للآخرين ؟؟.الحقيقة الراسخة إن صنع مستقبل شعب ما إن لم تصنعه قوى هذا الشعب وقدراته , فلن يشهد المستقبل نهضة هذا الشعب ولن يفعلها رأفة به !


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد