ماذا لو فكرنا في اللجوء المناخي

mainThumb

25-06-2025 09:58 PM

جرت العادة بأن نسأل الأشخاص من حولنا أي الفصول تفضلون، الصيف أم الشتاء؟ وكل شخص يُجيب بما ترآه مُخيّلته من آجواء تعيد للروح بهجتها ومسرتها، ففي الشتاء تتساقط الأمطار وتفرح القلوب مع كل قطرة مطر ندية وفي الصيف تكون شمس الصباح ساطعة تعطينا النشاط والحيوية، وتبدأ سهرات الصيف الابية نناظر فيهاالنجوم وهي تتلألأ في سماءنا البهية.لكن ما نرآه الآن آمرًا خارج عن المألوف لأن مجريات أحداث الكون تتغير من سنة إلى أخرى نلاحظ اختلافات واضحة جدا بعد إرادة رب العالمين ومشيئته.فقد ازداد البرد القارص في الشتاء مع قلة تساقط الأمطار واختلاف موسم هطولها مما أثر على المخزون المائي الذى بدوره يؤثر على الاستدامة البيئية،وكذلك الصيف فقد أصبح الزائر المبكر الذي يسبق موعده وينافس الربيع في طلته خطرا يهدد البشرية.
لكن مهلا مهلا من مسؤوليتنا أن نتروى قليلا ونجد حلا سريعا لمواجهة تحديا كبيرا (تحدي الصيف المبكر).
الصيف المبكر يعتبر رسالة إنذار توجهها ارضنا إلينا لتنبهنا بأثار التغير المناخي لكي نتدبر ما علينا فعله وتركه؟
يتعين علينا أن نتوخى الحذر من الحرائق فهي حدث وارد جدا فحرائق الصيف المبكر تزداد بزيادة آثار التغير المناخي وتحديدا ارتفاع الحرارة، قلة الأمطار(شح المياة)، الرياح شديدة السرعة جميعها عوامل مساعده لحدوث الحرائق، وهذه الحرائق لا تقتصر فقط على حرق البيئة بل تؤدي إلى دمار البشر ووممتلكاتهم. وهنا يبدأ عندنا ظهور مفهوم اللجوء المناخي.فاللجوء: هو حق قضائي معروف منذ قديم الزمان فهو ترك للديار وفرار منها خارج الإرادة والرغبة الشخصية وطلب الحماية الدولية في دول أخرى.وتعددت مسميات اللجوء فمنها: اللجوء السياسي والعرقي والاجتماعي .. الخ.لكن نتيجة التغير المناخي الذي أحدث تغييرات في مجريات الكون ومنها تغير نمط المواسم وتبدل توقيت الفصول مما أدى الى ظهور مسمى الصيف المبكر: الذي يعتبر بدء فصل الصيف الحار في بعض البلدان في وقت أبكر من المعتاد او يمتد لفترة طويلة أطول من المعتاد. مما يؤثر سلبيا على البيئة بحيث تصبح أكثر جفافا وعرضة لمخاطر الحرائق الكارثية المهلكة والفياضانات المدمرة.وهذا ما حصل في إحدى الولايات المتحدة الأمريكية الكبرى والتي تعتبر من أكبر اقتصاديات العالم، إلا أن التغير المناخي أثر فيها بشكل واضح جدا من حرائق شديدة الدمار وجفاف وارتفاع مستوى البحر وتغيرات في النظم البيئية.فالتغير المناخي لا يقتصر على دولة متقدمة أو دولة نامية؛ بل هو ظاهرة عالمية تؤثر على كل الدول لكن بزوايا ومظاهر حسب الموارد والقدرة على التكيف لكل دولة.تلك الحرائق المدمرة في الولايات المتحدة الأمريكية أثرت على طبيعة الحياة البشرية لدى سكانها، فأصبحوا نازحين يبحثون عن مأوى (مشردوا الحرائق) فقد تركوا أماكن سكنهم إلى أماكن أخرى داخل الدولة نفسها بسبب الظروف البيئية المدمرة. رغم ان مشردين الحرائق لا يصنفون كلاجئين وفقا لمعايير التصنيف الدولية. إلا أنه يجري عليهم ما يجري على أي لاجئ مثل الحاجة إلى الإيواء والمساعدات الإنسانية والرغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية المستقرة التي كان عليها سابقا. مما أدى إلى ظهور مفهوم اللجوء المناخي. فماذا لو فكرنا في اللجوء المناخي؟
اللجوء المناخي هو التحدي الأكبر الذي أصبح أكثر تواترا وأكثر شدة بين الصيف المبكر والجفاف وشح المياه. ويبقى السؤال الأقوى الصيف المبكر يزيد من مناخ الأردن الصحراوي، فكيف لنا أن نتعامل مع هذا التحدي؟
كيف يمكن لمناطق البادية الأردنية التأقلم مع تغيرات المناخ وهل يؤثر ذلك على حياة البدو؟
تزامنا مع التصعيد الإيراني - الإسرائيلي والأحداث الجارية في الوقت الحالي هنالك مخاوف بيئية كبيرة فالمخاطر البيئية والصحية لا تعترف بالحدود بل تمتد آثارها إلى الدول المجاورة. هل يمكن أن يؤدي انتشار التلوث الكيميائي و الإشعاعي(اليورانيوم المخصب) تهديدا على الأمن المائي والغذائي وتلوث الهواء الإقليمي والتربة وتغير المناخ المحلي في الأردن ؟
وفي الختام يمكن القول ان الاستقرار البيئي يعتبر من الركائز الأساسية التي يقوم عليها الأمن الوطني الاردني. ونحن اليوم في الأردن نواجه مخاطر وتحديات بيئية معقدة ويتطلب منا جميعا خطوة حاسمة وإجراءات فعالة فنحن الأساس القوي المتين في المساهمة في تقليل الأثر البيئي السلبي وزيادة مناعة الدولة بيئيا في مواجهة التغير المناخي ومعالجة تحدياته لضمان بقاء الأردن في سلام وازدهار،فالبدو يقولون من لا يقوس قبل لا يغوص ما ينفع القوس عقب الغرق.
م. ولاء السرحان



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد