لنوثِّق بتقويمنا الهجري

mainThumb

21-01-2012 01:44 PM

التقويم الهجري القمري جزء من ديننا الإسلامي؛ إذ إن عباداتنا ومعاملاتنا وأحوالنا الشخصية وغيرها، ترتبط بالتاريخ الإسلامي؛ مما يجعل التوثيق وتعاملنا اليومي به، ضرورة من ضرورات الدين.

إن استخدام هذا التقويم، مهمّ وسهل في الآن نفسه: مهمّ للمسلم لمعرفة "تاسوعاء" و"عاشوراء"؛ وهما التاسع والعاشر من شهر المحرّم، و"الأيام البيض"؛ وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، من كلّ شهر هجري، وتسمى ـ أيضاً ـ "الليالي البيض"؛ لأنها تصبح مضيئة باكتمال البدر، و"الأيام التسعة من شهر ذي الحجة" وآخرها "يوم عرفة"، وأيام عيدي الفطر والأضحى، و"أيام التشريق"، و"ستة من شوّال"، و"ثلاثة من كلّ شهر"، وغير ذلك، وجميعها أزمان لا يكون حسابها إلا وفق التقويم الهجري، وتتعلق بالعبادة؛ صلاةً ودعاءً وصوماً، ناهيك عن "عدّة المرأة"، و"الأشهر الحرم"، وهي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرّم، ورجب، و"حولان الحول"، وكلّ ذلك أمثلة متواضعة لأهمية معرفة التاريخ الهجري واستخدامه من قبل المسلم، وهذا ليس بأمر صعب، في ظل توافر التقويمين الورقي والآلي وانتشارهما في كلّ مكان وزمان.

ولا يَعرف أغلب المسلمين أسماء شهورهم، وهي بالرقم والحرف: (1) المحرّم. (2) صفر. (3) ربيع الأوّل. (4) ربيع الآخر. (5) جمادى الأولى. (6) جمادى الآخرة. (7) رجب. (8) شعبان. (9) رمضان. (10) شوّال. (11) ذو القعدة. (12) ذو الحجة. وقال الله سبحانه وتعالى عنها: ("إنّ عدّة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيِّم فلا تظلموا فيهن أنفسكم...". التوبة: 36). ولكل شهر "سبب تسمية".

وتتعامل بلادنا الإسلامية كلّها بالتقويم الميلادي، باستثناء السعودية التي تتبع التقويم الهجري القمري، على المستويين الرسمي والشعبي، والأردن وفلسطين اللذين يتبعان التقويمين الهجري والميلادي معاً، على المستوى الرسمي، وهناك بلاد تتبع التقويم الأوّل في "الشؤون الإسلامية" فحسب، التي لا يمكن العمل فيها بغيره، كما أنّ هناك بلدين إسلاميين اثنين يتبعان "التقويم الفارسي"، وهما: إيران، وأفغانستان التي يقال: إنّها اتّبعت التقويم الهجري في عهد "حركة طالبان" الإسلامية، وأمّا ليبيا فلها حساباتها الخاصة بها، فتؤرخ بوفاة سيدنا محمّد، عليه الصلاة والسلام، بعدما اختار رئيسها المقتول إثر الثورة على نظامه، "معمّر القذافي"، لكل شهر من شهور سنة بلده، اسماً يرمز إلى فصل أو شخصية.

إنّها دعوة إلى العمل بتقويمنا الهجري القمري، ولو على الصعيدين الشعبي والشخصي، ومَن يرغب في معرفة أي تاريخ هجري سابق، فهناك برامج "إلكترونية" تحسب ذلك، بإدخال التاريخ الميلادي المراد معرفة نظيره الهجري، ومنها برنامج متوافر في الموقع الـ"إلكتروني" لدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري لإمارة دبي.

وأحمد الله تعالى على أن وفقني ـ مُذْ كان عمري نحو ثمانية عشر عاماً ـ إلى توثيق ما يخصني بالتقويم الهجري، فالميلادي، وكذلك الأمر بالنسبة لتاريخ مولدي باليوم والشهر والسنة الهجرية، ويرجع الفضل في ذلك إلى والدي، رحمه الله رحمة واسعة.

تاريخنا في تقويمنا الهجري، فلنجعله التاريخ المعتمد في حياتنا، لتوثيقنا الشخصي، ولتعاملنا مع الأفراد، وأيضاً لتعاملنا الرسمي مع المؤسسات والشركات، ما استطعنا إلى ذلك سبيلاً. 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد