الاسلام السياسي الى اين؟

الاسلام السياسي الى اين؟

21-01-2012 07:38 PM

واما ما يثير التساؤل في النفس هو تحمس الاسلام السياسي - لمعظم الثورات - التي من المؤمل ان تفسح لهم ولو شيئا من التفرد بادوات الحكم لاستثمارها في تغذية ليبراليتهم المفرطة والتي احتضنتها الانظمة العربية المتامركة حينا والمتصهينة احيانا اخرى، والتي انتهت الى هذه الفوضى التي نشهد. 

لا ادري ما هو الشعار الذي سوف يرفعه الاسلاموسياسيون في سوريا - لو قدر لهم ان يعتلوا سدة الحكم-: هل سيطالبون بمجانية التعليم والنظام الصحي مثلا؟ هل سيقطعون علاقاتهم فورا مع الولايات المتحدة مثلا ؟ هل سيفتحون السوق السورية المكتفية ذاتيا- والتي تتمتع بحماية وطنية لمنتجاتها- امام السلع القطرية والسعودية والالكتفاء فقط بمقاطعة البضائع الاسرائيلية؟ هل سيكون مشروعهم الاقصادي-الاجتماعي مكتفيا بجمعيات العفاف، التكايا، فتات الصدقات الجارية وغير الجارية..... الخ؟ هل سيعتبرون من ليس سنيا خارجا على الملة بحكم تبعيته لفارس؟ 

ام ان العلمانيين تجمعات مارقة يجب تغريبها عن المجتمع؟ لماذا لا يدين الاسلام السياسي الجرائم في العراق- والاعدام بالجملة - للمعارضة العراقية بنفس الوتيرة والحدة؟ لماذا لا يدينون ويتظاهرون امام سفارات الدول الخليجية التي تقمع مواطنيها من الشيعة ؟ لماذا لم نسمع صوتهم تعاطفا مع انتفاضة البحرين واليمن؟ لماذا لا يكون العراق - وهو الاغنى مقارنة بسوريا - راس الحربة لتحرير فلسطين؟ لماذا لا يحفزون اخواننا في فلسطين ليلحقوا بالربيع العربي ويطيحوا بسلطة عباس (اعتذر اذا كانوا اقل فسادا وهو يحرم ملاليين الفلسطينين في الاردن من حقهم الانتخابي في فلسطين) لماذا كل هذا الانفصام والتعامل مع المواطن الاردني تحديدا والعربي عموما، وكاننا نخرج بوعينا للتو من عصر معاوية؟ 

الا يدرك الاسلام السياسي ان المعرفة لم تعد حكرا على اصحاب الكتب السماوية المنزلة، وان العلمانية التي يكنون لها العداء- هي التي انتجت ادوات الحضارة المبدعة- ولم يكن الدين شرطا سابقا لها؟ الم يدركون بعد ان الدول التي فصلت الدين عن الدولة تقدمت بسبب النضال الواعي والعلماني والمبدع لطبقاتها العاملة- والتي استطاعت ان تكبح جماح الراسمالية حيث انتقلت بالمجمل الى دول تمارس دورها الاقتصادي الاجتماعي- وليس بسبب كهنتها؟ هل سنتوقع من جمهوريات الاسلام السياسي- بجمعياتها وبنوكها " المرابحية" - في سوريا ان تلغي عقوبة الاعدام مثلا كحق ونتيجة طبيعية وديقراطية؟ هل سيؤمنون بالمساواة الاجتماعية التامة بين الجنسين؟ هل سيطلقون الحريات الفكرية وحرية الراي حتى لو تعارضت مع تفسيرهم المصلحي للدين؟ اني اشك في ذلك او كما قال مظفر: والله اني في شك من بغداد الى جدة


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد