حامل ومحمول: فلسفة!

mainThumb

06-02-2012 09:51 PM

 الناس صنفان: حامل و محمول.. أما الحامل فهو نشيط و قوي وأمين، وبالرغم من أثقاله فهو دائم الحيوية وأهم ما يميزه قلة 
الشكوى.
   
  أما المحمول فهو وبالرغم من جلوسه وموضعه فوق الرؤوس, فهو متذمر, لحوح, كثير الشكوى، فهو مضطهد إذا مال به الحال, و هو مظلوم بالرغم من أنه المحمول و ليس الحامل، و هو الذي لو مد  الحامل قامته, لوصل عنان السماء وبالتالي فهو مضح لما ناله من ضرر!
   
  وأما الحامل فعادة ما تراه شاكرا لله الذي أعانه على حمله ومد في قامته فلم تنحن، وتراه صابرا مستبشرا بالخير فقدماه مازالتا راسختين فوق الأرض ولم تغوصا فيها بعد من ثقل أحماله.
   
  ومن الإنصاف بمكان أن نذكر بأن الناس قد يتقلبون بين الدورين, فهم تارة محمولون وتارة حاملون، وتتعاقب الأدوار أحيانا بتعاقب الأيام أو قد تتعاقب بتعاقب الأدوار في حياتهم.
    
 ولكن من العجيب أن الشخص قد يكون حاملا و محمولا في نفس الوقت, فتراه يتصرف بسلوك الوضع والدور، و لكن عادة ما تطغى صفة على الأخرى, لذا فان من الأصوب أن يبقى التصنيف بين حامل ومحمول!
  
   فغالب الأمهات حاملات لصغارهن, إلا من رحم ربي إذا سخر لهن من يحمل حملهن أو يحمل معهن، وهن عادة مايكن محمولات من قبل أزواجهن والعكس صحيح.
 
    فلينظر كل منا الى أدواره وحياته و سلوكه و ليقرر لنفسه, أحامل هو أم محمول؟
     
فان كنت في الغالب حاملا فارفق بنفسك، وإن كنت في الغالب محمولا فارفق بمن يحملك .. و تذكر أن من الحكمة أن ترفق, أيا منهما أنت, ليظل الحامل واقفا! 

و هكذا هي الحياة قوامها فلسفة!

alkhuraisat@hotmail.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد