البيان رقم واحد

mainThumb

13-02-2012 08:37 PM

هذه رسالة من معلم متقاعد، لا زالت آثار الطباشير عالقة في ملابسه، أوجهها إلى زملاء الأمس غيرة على قداسة الرسالة التي يحملها المعلم.

ليتكم أيها الزملاء الأفاضل وقد أطلت تباشير نقابتكم الموقّرة قد سطّرتم في مستهلّ عهدها مثلاً في الإيثار والتضحية؛ يتأسى به أبناء الوطن العاملون في القطاعين العام والخاص ويقتدي به طلبتكم الذين تعدّونهم لزمانٍ غير زمانكم.

ليت البيان الأول قد صدر عن نقابة المعلمين ونحن نشهد التمخضات الأخيرة لمولدها كان على النحو التالي:-

لقد أسفرت الهيكلة عن التفافٍ بيّن على حق المعلمين بالحصول على العلاوة الفنيّة التي وُعدوا باستكمالها بداية هذا العام والتي صدعت بها مكرمة ملكيّة سامية. إلا أننا وتقديراً منّا للظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرُّ بها بلدنا الحبيب من مديونيّة تجاوزت الخطوط الحمراء وموازنة تعاني من عجزٍ يبعث على القلق. قررنا أن نؤجّل المطالبة باستكمال تلك العلاوة إلى حين ميسرة ، ونحن إذ نعلن عن ذلك نتقدَّم من حضرة صاحب الجلالة بالشكر والامتنان على ما تركته المكرمة السامية في نفوس المعلمين من أثر طيب، وما حملته من معانٍ رفيعة تتناسب مع دور المعلم ومسؤوليته في بناء الإنسان الذي يشكل ثروة الوطن .

أقول: لو أن اللجنة التحضيرية لنقابة المعلمين قد استهلّت الإشراقة النقابية بموقف كهذا لترجمت كثيراً من المعاني النبيلة التي تحملها رسالة المعلم وتلمَّست المكانة التي يشكوا المعلمون من هوانها على الناس ، وجسَّدت سمة العطاء في زمنٍ عزَّ فيه العطاء وطرحت مثلاً رائعاً في من يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة .

أعلم يقيناً بأنني سأُتَّهم بالمزايدة والمناقصة ، إلا أنني وقد كفل ليَ الدستور حقَّ التعبير أقول ورزقي على الله – بأنَّ المواطن الأردني بات يخشى أن تضيف نقابة المعلمين مقتلاً جديداً إلى مقاتل النظام التربوي في بلدنا ، إذا كانت غرّة عهدها إضراباً مفتوحاً بالمطالبة بزيادة الأجور ، فماذا يمكن أن يُتوقّع منها عندما يشتدُّ عودها.
ما أخشاه هو أن يتعلّم أبناؤنا الطلبة من خلال إضراب معلميهم بأن الوطن مجرّد شركة وأن المواطن مجرّد أجير وأن العمل العام ما هو إلا بابٌ للتكسُّب والارتزاق.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد