تحذير شديد اللهجة للحكومة .. !!

mainThumb

24-04-2012 12:20 PM

 أفهم قرارات الحكومة وتوجهها لرفع أسعار المحروقات والكهرباء بأحد أمرين: إما أنها لم تدرك بعد أحوال الناس ولم تستوعب الدرس الذي يحاول الشعب وحراكاته المختلفة إفهام مفرداته لها أو لا تريد أن تفهم أو تستوعب، وإما أنها تسعى إلى إشعال نار ستلتهم الأخضر واليابس، وتوصل البلاد إلى عنق زجاجة لن تخرج منها إلا بخسائر فادحة، ولن يكون أحد بمنأى عن شظاياها الحارقة خلال صيف قادم لاهب..!!

نحذّر الحكومة بشدّة هذه المرة ونرجوها بأن تبحث عن بدائل أخرى غير جيوب الناس، فأحوال الأردنيين لا تتحمّل مزيداً من الأعباء، والفقر يضرب بقوّة في مختلف مناطق المملكة، والحكومة لاهية ساهية مشغولة بتشريعات الإصلاح السياسي والهيكلة عن الإصلاح الاقتصادي وأولويات الناس في التنمية والمعيشة الكريمة اللائقة، فهل من الملائم في مثل هذه الأحوال أن تلجأ الحكومة إلى رفع الأسعار..!؟
 
إذا كانت الحكومة المحترمة بعيدة عن هموم الناس وأوجاعهم، وغير قادرة على إدراك أو سماع نبض الشارع، فلها أن تستعين بمن هم أقرب منها إلى الشعب، أولئك الذين يدركون تماماً أبعاد قرارات حمراء تتخذها الحكومة دون تبصّر كافٍ ودون أدنى نظرة إلى العواقب، ومنها قرارات رفع تعرفة الكهرباء التي سوف تُشعْلِل الأسعار في كل شيء، فيتلظّى بنارها المسحوقون والفقراء والمستضعفون والعمّال وذوو الدخول المحدودة من موظفي القطاع الخاص وقطاع واسع من موظفي الدولة الذين تم هيكلة رواتبهم على أسس غير عادلة، إضافة إلى طبقة المتقاعدين ومعظمهم فقراء لا يملكون سوى حدّ الكفاف.!!
 
لو أتيح لي أن أنصح الحكومة لأشرت عليها بأن تخفّض من تعرفة الكهرباء قليلاً مع مطلع أيار وأن تسعى وزارة تخطيطها للحصول على منح ومساعدات عربية ودولية طارئة لتمويل شراء مكيّفات وتوزيعها مجاناً على الفقراء، وبأسعار رمزية على المقهورين والضعفاء حتى يتمكّن الناس من تلطيف أجوائهم وتبريد حرارة الغضب والقهر والفقر والإحباط في نفوسهم التي سترتفع لا محالة مع ارتفاع درجات حرارة الصيف..!! 
 
تخطيء الحكومة المحترمة إذا كانت تظن أنها قادرة على الاستمرار في ظل أجواء ساخنة حالياً وستصل إلى درجة الغليان إنْ هي أصرّت على رفع الأسعار.. ومهما ساقت من مبررات وحجج فإن أحداً من الشعب لن يقتنع بما تقول، خصوصاً مع مرحلة شهدنا فيها، ونحن نضحك، إصدار براءات ذمّة لكل المسؤولين السابقين والحاليين، وربما اللاحقين أيضاً، في قضايا فساد كبرى حمّلت البلاد والناس مديونية باهظة تنوء بحملها الجبال الراسخات..!!
 
هو تحذير أخير للحكومة من مواطن يرى الخطر بأم عينيه، بأنْ تتريث وهي تفكّر في تقليل الخسائر عبر اللجوء إلى  جيب المواطن، لأن الخسائر ستكون أكبر وأعظم عبر هذا الحلّ، عليها أنْ تتيقّن من ذلك، فلا تغامر..!!
أما إذا أصرّت، فإن ملاذنا الأخير إلى الملك، فندعوه بأن يكفّ يدَ الحكومة عن سحب مسمار الأمان، وحماية الوطن من الدمار.!!!
 
 
      Subaihi_99@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد