لا تأييد ولا تعليق
عجيب غريب مجتمع الـ«فيس بوك»، أحياناً يقوم أحد المشاركين بطرح قضية مهمة للنقاش أو يرفع مقالاً محبوكاً ويحمل فكرة جديدة، أو حتى يكتب عن حادثة ذات معنى لفتت انتباهه، وبعد ساعات طويلة من الـ«ريفرش» للصفحة، بالكاد يجد «لايك» يتيماً وضعه له صديق مجامل على حسابه وغادر.
بينما لو دخلت في الوقت نفسه «ريري» أو «جيجي» متخذة صورة شاكيرا شعاراً لها وكتبت: «أنا جوعانة!»، لوجدت أن السماء بدأت تمطر «لايكات» فجأة، وأن العمود الخاص بالتعليقات امتلأ في لحظة بعشرات رسائل التعاطف والتلاطف، مثلاً، «وحش النت»: «له له، أنت جوعانة وأنا موجود»، «صقر الشمال»: «أطلب لك بيتزا»، «فارس الجنوب»: «يخسا الجوع»، «مراد علم دار»: «هيك هيك لأبوالجوع»، «برشلوني وأفتخر»: «عن جد أطلب لك شي»، «مدريدي حتى النخاع» يرد على «برشلوني»: «بعد إلك نفس تاكل بعد ما (اكلتوا 2 من الريال)»، فينجرّ النقاش إلى منحى آخر وتسجل صاحبة: «أنا جوعانة» رقماً قياسياً من التعليقات وأصابع الإعجاب المرفوعة إلى أعلى، مع أن المنطق يقول إن من يحس بالجوع عليه أن «يفتح» الثلاجة لا أن «يفتح» حسابه على الـ«فيس بوك» ويضع تذمّره أمام خلق الله، ويشغل هذا الأثير الإلكتروني «بكركعة أمعائه».
إذن كما تلاحظون، هي ثقافة «البنشر» نفسها حيث نقلناها من الشارع إلى مواقع التواصل الاجتماعي من دون تعديل أو تحسين أو تشذيب ،ففي الشارع إذا ما تعرضت سيارة شاب إلى «بنشر» فإنه لن يجد شخصاً واحداً يساعده في تبديل إطاره أو معاونته على ركن السيارة على جانب الشارع ،لا بل كل ما يحتاج إليه منهم أن يخففوا منسوب الشتائم التي يطلقونها عليه أو يقللوا عدد مرات التزمير عند التعبير عن انزعاجهم من ورطته، أما إذا تعرضت سيارة فتاة للموقف نفسه، خصوصاً إذا كانت الفتاة «سبور» فإن جميع المارّين من ذاك الشارع بمختلف الأعمار والأقدار والجنسيات والثقافات يتحولون الى دعاة «نخوة» وفيالق من «الشهامة» ويصبحون «بنشرجية» محترفين في غمضة عين، يحملون الإطار المثقوب بلين و«إتيكيك» بين أيديهم كما لو أنه «قالب كيك»، متعاطين مع «مفتاح الجك» برفق وإحسان أيضاً كأنه «مولود خداج».
المشكلة أن هذا التمايز في «التعاطف» لم يعد يقتصر على الأشخاص فقط، بل انتقل إلى الدول أيضاً، فعندما يسيل الدم العربي جداولَ في العواصم، وعندما تنتهك السيادات، وتضرب الشعوب بالفسفور الأبيض، وتُحتل الجزر، وتغتصب الأوطان ،لا نجد «لايك» دولياً واحداً يقف معنا أو إلى جانبنا ،أما إذا تذمرت «إسرائيل» من وجود تهديد عربي أو حتى تقدمت بشكوى بسبب خدش أصاب مستوطناً إسرائيلياً «بسكّين فواكه» أثناء تقشيره برتقالة، فإن «اللايكات» الدولية وقوى النفاق تبدأ تمطر الأمم المتحدة فجأة، بالإضافة الى أصابع الإعجاب والتأييد في مجلس الأمن وعشرات رسائل التعاطف والتلاطف التي ستملأ جلسة الإدانة.
أيها العربي، مازالت أصابع الإعجاب التي تنتظرها منكّسة إلى أسفل وصندوق بريدك مملوءاً بالـ no comment دون جدوى من «الريفرش» الدولي !
ahmedalzoubi@hotmail.com
عصابات التحطيب تستبد باحراش جلعد
الاستدامة المالية في الأردن 2026
ظهر بفيديو .. ضبط سائق شكّل خطراً على مستخدمي الطريق
ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمّان
دراسة علمية أردنية تكشف هشاشة القوة الأمريكية
خطة ترامب الغت حقوق الشعب الفلسطيني
حماس ترد على خطة ترامب بشأن غزة
مواصلة تعبيد الطرق وتحسين واقع النظافة بإربد
إدارة جامعة اليرموك الجديدة والتركة الثقيلة
المملكة على موعد مع منخفض البحر الأحمر السبت
إصابة لامين جمال تبعده عن الملاعب 3 أسابيع
وظائف حكومية شاغرة ضمن عقود محددة المدة .. تفاصيل
بعد الارتفاعات التاريخية .. سعر الذهب عيار 21 محلياً السبت
إيرادات مزاد أرقام السيارات المميزة 3.970 مليون دينار
الممر الإغاثي الأردني: رمز الصمود
إطلاق هوية جديدة لمنصة ادرس في الأردن
فرصة للباحثين عن عمل .. وظائف ومدعوون للتعيين
الحكومة تقر نظام ممارسة مهنة التجميل الصحي
العيسوي يزور الوزير الأسبق الصرايرة بالمستشفى
الذهب يقفز في التسعيرة المسائية .. أرقام
زواج رانيا يوسف يثير الجدل وهوية العريس صادمة
تطورات جديدة على مقتل حلاق الزرقاء
أتمتة 22 خدمة إلكترونية بهيئة الاعتماد لضمان الجودة
إعلان نتائج القبول الموحد للدبلوم في كليتي نسيبة ورفيدة
دانييلا رحمة تحتفل بعيد ناصيف زيتون وتختار هذه الدولة .. صور