أين نحن من اسلافنا?

mainThumb

12-05-2012 10:21 AM

قصدت من مقال سابق قابلت فيه السنة بالمعتزلة وليس بالشيعة, ان نعود حقا الى مناخات الحوار والاختلاف القديمة التي كانت ارقى كثيرا من المناخات الطائفية والمذهبية التي نعيشها هذه الايام..

وفيما لا يزال البعض متمترسا في خنادق الاحتقان المذهبي والطائفي, اعود الى ما اسعفتني قراءاتي المتواضعة بعيدا عن الفتنة المبرمجة لامتنا في مطابخ المستعمرين واليهودية العالمية.

ان الاختلافات الكبرى التي عاشها السلف الصالح, اختلافات من نوع اخر لا علاقة لها بالخراب الذي نعيشه, وكانت تنطلق من خدمة الامة والارتقاء بها, وقد اخذت اكثر من مستوى:-

1- الاختلاف على خلفية الموقف من الترجمات والتأويلات للفلسفة خاصة اليونانية خاصة المنطق الارسطي والظاهراتي .. الخ

2- الاختلافات (الفقهية) حول مساهمات الائمة الكبار, ابو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل, مضافا لهم اجتهادات الجعفرية من الشيعة, والاباضية من الخوارج السنة, وغيرهم.

وهذه الاضافات ليست من عندي بل من شيوخ ازهريين معروفين مثل الشيخ محمد ابو زهرة وشلتوت.

وكما هو معروف, فقد كان الامام ابو حنيفة والامام مالك بن انس, من ضحايا ابو جعفر المنصور, ولم يكن شيعيا, فيما تعرض الامام ابن حنبل لاضطهاد المعتصم, ولم يكن شيعيا ايضا بسبب تبني المعتصم وقبله المأمون لقول المعتزلة في (خلق القرآن) وكما هو معروف ايضا ان الظاهر بيبرس جمع المذاهب الاربعة معا تجنبا لانشقاق المسلمين.

3- المستوى الاخر من اختلافات تلك الايام , هو بين اهل الرأي واهل الحديث وما بينهما.

فأهل الحديث هم الحنابلة (ابن حنبل) (اهل الكتاب والسنة) وكانوا في الحجاز وسادوا في القرن الرابع للهجرة.

اما اهل الرأي (عبدالله بن مسعود وابو حنيفة) وكانوا من اهل العراق, فانطلقوا من (وجادلهم بالتي هي احسن) وكانوا مع القياس وجواز نسخ القرآن بالسنة او العكس, على خلاف الحنابلة.

ومن اهل الرأي (المتكلمون) او اهل الكلام (نسبة الى عناوين كتبهم: الكلام في كذا..) ولم يخاصمهم اهل الحديث, وحسب بل كان ابن رشد من خصومهم باعتبارهم اهل مغالطات كلامية او لفظية..

وبين اهل الرأي واهل الحديث تيار ثالث, كان الشافعي اقرب له, وذلك بأخذه بالقياس وبقوله (نسخ القرآن بالقرآن والسنة بالسنة).

والعبرة فيما سبق, تجنب كل ما يؤدي الى تمزيق الامة واغناء النقاش والجدل في كل ما يخدمها وتعميق ثقافة الاختلاف لا ثقافة الخلاف الطائفي المشبوهة والاصوليات التكفيرية.

mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد