تمثيل الشعب شعار زائف

mainThumb

14-05-2012 01:06 PM

 يستحكم فقدان الثقة بين السلطة وبين المحكومين ( الشعب ) في الدول التي تفتقد إلى كونها    مجتمعات ديمقراطية حقيقية.ويفسح فقدان الثقة ذاك المجال أمام التنظيمات العقائدية,     والتيارات السياسية الساعية إلى السلطة ,والمنظمات المدنية المعنية بأدبياتها بحقوق الإنسان والمناهضة للعنف بكل مستوسياته من مختلف مصادره ,وتجمعات المعارضة وشخوصها ,كي تتصدى لممارسات السلطة وقراراتها وإجراءاتها المرتبطة بمصالح العامة (من وجهة نظرها)كلما رأت في ذلك ما ينسجم مع مبادئها ومع أهدافها وأغراضها التي تأسست لتحقيقها وسعيها لتوسيع قواعدها الشعبية التي ترى في ضخامة كتلها وكبرأعدادها ما يبرر لها الاستمرارفي الدفاع عن حقوق المواطنين المعاشية والسياسية والاقتصادية. يتم  ذلك دون أن يورد أي منها البديل الأفضل عن تلك القرارات كما تقتضي المصلحة فيما لو كانت السلطة بأيديهم وهم الساعون إليها بكل تأكيد . وبهذا يكون جل اهتمام ذلك التصدي هو المناكفة   والتصيد والتكسب الضيق  على حساب المكاسب العامة .

 
التنوع الاجتماعي وتعدد مكوناته التي جاءت نتيجة طبيعية لحركة التطورالمجتمعي أضفى هذا التنوع حيوية نابضة بنبضات تتوافق سعات موجاتها مع حتمية التغيروالتغييرالتي تشهدها المجتمعات الإنسانية برغبة منها  تنبع من الاستجابة التلقائية التي انبثقت عن الوعي بمسار   حركة التقدم , وتوجهات حراك القوى المتنورة في المجتمع,والتي لا تربطها طروحات عقائدية أحدية جامدة  ترى فيها وبها  فقط ,أسلوب التجاوب الوحيد مع انخراط العالم في قضايا العلوم  ومعارفها , والأفكار وفلسفاتها البناءة , والتنمية المستدامة وانجازاتها  أو دون رغبة منها بقيام بعض نخبها تنصيب نفسها  داعية  الخلاص من التخلف والاستعباد ,عادّة نفسها الطليعة القيادية بحكم وعيها لتاريخها النضالي الخاص بها وبدعاتها, متجاوزة على دورغيرها من  القوى وتجاربهم.
 
ولا مناص من التذكير بأن التجربة السياسية والدعوية للنخب وادعاءاتها الباطلة بتمثيل       (الشعب ), ما زالت تثير الاستغراب لإنها ما زالت تُشغل فكرها في التصنيف وفي التوصيف.تصنيف ذاتها بما تراه هي بعبارات معانيها غامضة, وتوصيف الآخرين بما تحكم عليهم من منظارما تراه من صواب الطروحات والرؤى المستقبلية بالتقليل من شأنهم ومن   أهمية دورهم في المجتمع . ولم يقم الدليل العملي للآن على قيام أطراف منها توظيف   طروحاتها بواقعية على واقع الحال الذي ما زال المحرك الدينامي لربط المجتمعات بتطورها التاريخي, متجاوزة بذلك تاريخها الماضي,قافزة للحديث عن المستقبل بتجاوزالحقائق   المترسخة في  صناعة ذلك المستقبل.
 
ظلت النخبوية,كما كانت عليه في ماضيها قيادات بلا جماهيرمتجاوبة مع مصالحها , وفقراتمن ثقافة بلا تيارات ثقافية تؤسس لمرحلة تالية أو تصف بيقين مرحاة سابقة.افتقدت النخبوية أصول النقد الذاتي فتشرذمت قواها,وانكفأت قياداتها , وتقلص جهدها العملي, ولم تعوض من كل هذه السلبيات أي نواقص أو تكبح جماح الشوارد الفكرية المحلقة في فضاء    يكتنفه الغموض والتعقيد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد