هل ينصر الحق بباطل ؟

mainThumb

20-06-2012 01:48 PM

 الدكتور عبدالموجود راجح عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب وعضو حزب الحرية والعدالة قال في لقاء له كلمة مهمة جدا , كم أحب أن تكون هي الحقيقة , وأن تتبعها كل الأحزاب  ذات المرجعية الإسلامية ,  إذ قال :- " نحن لا نمثل الإسلام , بل نمثل فهمنا للإسلام , وفهمنا قد يكون فيه أخطاء " هذه تذكرني بقول الإمام الشافعي(رأيي صواب يحتمل الخطأ،ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) .

كل الخوف من الذين يقولون رأينا هو الصواب ورأي غيرنا خطأ , وقد يزيدون العيار , فيقولون رأينا هو الصواب ورأي غيرنا كفر , أو رأينا هو الصواب ورأي غيرنا خيانة ,  
 
كل هؤلاء , سواء من تيارات إسلامية , أو ليبرالية أو علمانية  يتبعون شعار فرعون في قوله تعالى { قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }
 
هنا وهنا نأتي إلى سؤال مهم , كيف نعرف الصواب من الخطأ , وكيف نعرف الرأي الذي قد يخالطه خطأ أو يخالطه صواب ؟
 
الحل هو بالحوار , الحوار بالعقل , وبالمنطق , والحجة والدليل , ولن يكون حوار بالسب والشتم والتخوين والتشكيك الغير مبرر إلا بالمخاوف والأوهام والحكم بالنوايا .
 
يجب أن نتحول عن هذه الدائرة المفرغة التي أقحمنا أنفسنا فيها , ونتناقش مع الرأي الآخر والمخالف لنا بالحكمة والموعظة الحسنة , ونتجادل معهم كما أمر ربنا " بالتي هي أحسن" . 
 
إن الفاشل والجاهل وعديم الحجة هو الذي ينطلق في حملات تشويه وسب وقذف , ولا يتناقش بالعقل , ولا يتبع أوامر الله , بل يتبع سبيل الطغاة , الذين عندما عجزوا عن الجدال بالعقل والحكمة مع المسلمين في كل العصور قالوا "أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " 
 
لنفتح أبواب الحوار , ولنتسلح بالعلم والعقل , ولنناقش مخالفينا بالحكمة , وعندما نعجز , فسنعرف ذلك , وعندما لا نجد لدينا سلاح إلا السب والشتم والتخوين وحساب الضمائر وجرح الأشخاص , حينها , لنتأكد أننا قد هزمنا , وأن العقل والحكمة والحجة ليست إلى جانبنا , لذا لجئنا  إلى هذه الأساليب , مخالفين فيها ديننا وربنا , ربنا الذي نهانا عن سب أله الكفار , أمرا صريحا مباشرا , فقال  جل وعلا  { وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ }
 
هذه الأوامر الإلهية  هي للدعوة لأهم شيء في حياة البشر , وهي الدعوة للتوحيد , فكيف نخالفها فيما دونها ؟  فأمور السياسة والاقتصاد والاجتماع وحتى بعض الأمور الفقيه جائز الاختلاف فيها , ولكن نرى البعض ويا للأسف يبتعدون عن أمر الله وهم يدعون إلى ما يعتبرونه طاعة لله . 
 
أتدعون إلى الله بما يخالف أمره , أينصر حق بخطأ ؟
 
بل بلغ بالكثير من هؤلاء , عندما تقول له قال الله أو قال الرسول , يرد عليك بقال فلان , او قال فلان. ويترك أمرا صريحا مباشرا في القران الكريم ولرسوله الكريم , لأقوال بشر قد يصيبون ويخطئون .
 
اتقوا الله في أنفسكم وإخوانكم , ولنجتمع ونتناقش وليدل كل بدلوه , ولا نتنابز بالألقاب , وأخر قولي هو قول ربنا العليم الحكيم {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ}.
 
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد