مصر , سؤال يحتاج إلى إجابة

mainThumb

23-06-2012 12:39 PM

 وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم . ما يحدث في مصر الآن له أوجه كثيرة كنا نتمنى أن لا تحدث , ولكن له فائدة عظيمة , فائدة يجب أن ينتبه لها الثوار العرب في كل الوطن العربي .

 
التخلص من النظام الفاسد لا يكون أبدا بالتخلص من رأس أو رؤوس النظام , بل بالتخلص من الصف الثاني والثالث , ومن القواعد المختفية له .
 
اتضح لكل محلل عاقل أن من كان يحكم مصر حقيقة هو المجلس العسكري , وليس الواجهة الظاهرة وهو حسني مبارك وبعض المنتفعين الذين يحاكمون الآن , بل كان المجلس العسكري , وعندما عرف المجلس العسكري أن ورقة مبارك قد احترقت قام بإزاحتها , وتصدر هو مباشرة للموقف , مستغلا  حب الشعب المصري للجيش المصري , وهذا يفسر سر تفويض حسني مبارك للمجلس العسكري مخالفا الدستور , إذ انه كان يجب تفويض رئيس المحكمة الدستورية العليا لعدم وجود مجلس شعب . وهذه النقطة تكلمت عنها كثيرا .
الآن أصبح الصراع واضحا مكشوفا, وظهر حقيقة من هم أطراف الصراع .
 
الشعب مقابل المجلس العسكري , وكل محاولة لصرف الأنظار وتغيير وجهة الصراع إلى صراع بين المجلس العسكري والإخوان المسلمون , أو بين المجلس العسكري والحركة الإسلامية , هي محاولة لذر الرماد في العيون .
هو صراع بين عسكرة الدولة أو مدنيتها , 
أو إن تكون السلطة المدنية لا علاقة لها بالجيش , أن تحكم  البلد سلطتان , سلطة العسكر وسلطة مدنية , وفي نفس الوقت لا علاقة للسلطة المدنية بالعسكر . بينما تتدخل السلطة العسكرية في الشئون المدنية .
نختلف مع بعض أحزاب أو منظمات المجتمع المدني ولكن الخلاف هو تكتيكي , ولكن الخلاف بين مدنية الدولة أو عسكرتها هو خلاف استراتيجي .
 
بالطبع قوة الوطن العسكرية مهمة جدا , ولكن أن تكون هذه القوة العسكرية أو ما نسميه قوة الحديد والنار هي المسيطر الحقيقي على الدولة , فهنا نقع في الفساد ,
قوة روسيا وأمريكا وبريطانيا وفرنسا العسكرية هي تحت ألإدارة المدنية , ولم تكن أبدا للقوة العسكرية السيطرة في أي وقت  إلا حل الفساد والخراب.
 
يجب أن نفهم الدرس .
 
قد يخرج أشخاص يسبون في الإخوان المسلمين , وسأكون معهم , وقد يخرج آخرون يسبون السلفيين , وسأكون معهم , وقد يخرج آخرون يسبون الليبراليون , وأنا معهم , 
 
ولكن هذا ليس وقت تصفية حسابات . بل هو وقت لإنقاذ الشعب من سلطة قيادة عسكرية تملك الحديد والنار , وأي تصفية حسابات سيكون وقتها فيما بعد. 
 
لنؤجل الخلافات بين القوى المدنية المختلفة حتى تنتهي اكبر أزمة تحيق بمصر العرب , وتتخلص من سلطة العسكر , ومن سيطرة الفساد , وبعد ذلك سيكون هنالك وقت لتصفية الحسابات .
 
وأتذكر المثل الصيني الذي يقول , "لا تجعل إصبعك أكبر من القمر" , بمعنى لا تضع إصبعك أمام عينك لتراه اكبر من القمر , بل يجب أن ترى الأشياء بأهميتها , وبحجمها الحقيقي ,
 
هل نحن مع سلطة مدنية للدولة , أم مع سلطة عسكرية ؟ هذا هو السؤال الذي يحتاج إلى إجابة الآن 
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد