رسالة مفتوحة للرئيس مرسي

mainThumb

28-06-2012 01:32 PM

 سيادة الدكتور محمد مرسي , الرئيس المنتخب لجمهورية مصر العربية,   وفقه الله 

 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ابدأ خطابي هذا بالتهنئة لكم على ثقة شعب مصر الكنانة العظيم ومنحكم الأغلبية التي مكنتكم من الجلوس على كرسي الرئاسة المصرية , والذي جلس عليه يوسف الصديق عليه السلام . 
وأدعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم في قيادة مصر.
 
سيادة الرئيس 
أرجو أن يتسع صدرك لقبول نصحي , وخصوصا في المرحلة الراهنة وخلفياتها التاريخية , فعبر تاريخنا القديم والحديث والمعاصر , لم تتعرض جماعة من جماعات المسلمين لما تعرضت جماعة الإخوان المسلمين , سواء على الصعيد الأمني والسياسي والصعيد الإعلامي .  وهذا يضع على أكتافكم عبئ الرد عمليا على الحملات الأمنية والإعلامية. ويكون ردكم بالدليل العملي والواقعي, أعلم ثقل حملكم سواء على صعيد الجماعة أو مصر أو العالم العربي , بل وينسحب على رؤية العالم كله  للإسلام , فانتم محسوبون عليه , وكل ما تفعلون اعتبارا من الآن كرئيس إسلامي لدولة عربية, هو باسم الإسلام .
 
المطلوب سيادتكم هو أن تتعاملوا مع الشعب المصري والعربي بشفافية مطلقة , شفافية المشاركة بالنجاحات والفشل والمصاعب , يجب أن يعلم المواطن المصري كيف تدار الدولة , وما هي الصراعات الدائرة , وما هي المصاعب التي تواجهونها , وكيف تنوون حل هذه المصاعب , وأظن أن المستشار حسام الغرياني رئيس الجمعية التأسيسية للدستور أدرك هذا عندما أكد على وجوب نقل جلسات الجمعية التأسيسية على الهواء , لكي يقطع الطريق على المزايدات والضغوطات التي تحدث في الخفاء وبعيد عن مراقبة الشعب , ويصبح كل شخص مسئول عن قوله وفعله , وأظن أن هذه السياسة هي الواجب أتباعها , 
 
احيي سيادتكم على القرارات المبدئية التي أصدرتموها بعدم وضع صوركم في الدوائر الرسمية , وطلبكم تقليل حجم الحماية التابعة لكم , وعدم غلق الطرقات أثناء مروركم , وكم أتمنى أن تمنع أيضا كل أنواع الأغاني التي تتغنى بكم , ونصح الصحف والكتاب والإعلاميين بأن يتناولوا مواضيع الرئاسة بالمنطقية والواقعية , وليس بالمدح والتغني بقيادتكم وحكمتكم , فهذا كان ديدن الطغاة وأخرهم بشار سوريا ومن سبقه من بن علي أو القذافي أو حسني مبارك , 
 
أتمنى أن يكون لكم دور عربي ,وخصوصا في السودان , وان تكون للسودان وهي الجرح النازف في خاصرة مصر رؤية واضحة , ويا حبذا لو تكون لكم وزارة أو أدارة خاصة بالشأن السوداني , 
 
كم أتمنى أن تكون في وزارتكم الجديدة وزارة خاصة  للتعاون العربي , وأن تضع الصومال في أولى اهتماماتها , يضاف إلى ذلك التعاون الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين الدول العربية , فالدول العربية افتقدت مصر ردحا طويلا . وهذا أدى إلى ما نحن عليه مما حدث في العراق والصومال واليمن ولبنان والقضية العربية الإستراتيجية الكبرى في فلسطين .
 
أعلم أن عليك حملا كبيرا ضخما , ولكن انتم من طلب حمله , فاستعن بالله وتوكل عليه , وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد