الإسلام السياسي أصبح واقعا

mainThumb

15-07-2012 08:35 PM

كنا مجموعة نقاش , سألني احدهم :- لماذا يكره الناس الأخوان المسلمين ؟ 
قلت له ,  لأنه كان هو الوحيد الذي يتبنى المرجعية الإسلامية في السياسة , والإسلام بالنسبة للغرب والطغاة يعتبر خطرا ,  ولذا حاربوهم حرب شعواء , أمنيا وإعلاميا , ولا يزالون . 
 
نعم الأخوان المسلمون لهم أخطائهم كجماعة , وبعض  قياداتهم لها أخطاء كأشخاص , ولكن لنتذكر قبل 40 سنه , أو قل عشرين , لا بل لنجعلها 10 سنين , وما رأيك ب 5 سنين فقط ,  ما الجماعة التي كانت تحاول أن تجعل الإسلام مرجعية سياسية في العالم العربي ؟
 
لا توجد إلا عند الشيعة , في ما يسمى بحزب الله وحركة أمل , ولكن الغالبية العظمى من المسلمين السنة لا يوجد أي حركة إسلامية من المنظور السياسي . 
 
الإعلام خلال اكثر من 50 سنه وهو يحارب جماعة , وما نراه هو إفراز لهذا الإعلام , 
أصبح الكثير من المسلمين يقبل بأي مرجعية , مهما كانت , شيوعية وطنية قوميه اشتراكيه  رأسمالية لا دينية أو علمانية ... إي مرجعية إلا المرجعية الدينية , بينما في أوربا واليابان  والهند  توجد أحزاب ذات مرجعية مسيحية وبوذية وهندوكيه . 
 
وحتى الجماعات الإسلامية الغير سياسية تحارب الإسلام السياسي , ويستغل البعض ما يقول هؤلاء للحرب على الإسلام السياسي المؤطر .   
 
عمليات التخويف للإعلامي من الإسلام السياسي , وصاحبها عمليات أمنية وتفجيرات , ورافقها سخافات قام بها  بعض المتشددين من تدمير للأضرحة  , جعل الشعب يخاف من سيطرة الإسلاميين على الحكم , لآن من الواقعي أن يؤخذ الإسلام كوحدة واحده , فربطوا بين الأخوان والسلفيين والقاعدة وغيرها من الحركات فجعلوها في الضمير الشعبي وحدة واحده . 
 
ولكني أرى أن هذا سيزول خلال فترة وجيزة , ويبدأ المجتمع بتقبل الإسلام السياسي , حيث فتح المجال الإعلامي والسياسي لكل التيارات أن تتحدث عن نفسها  , 
نرى تونس يحصل الإسلاميون على جزء كبير من المشهد السياسي . 
 
نرى مصر  أصبح الإسلاميون في صدارة المشهد السياسي .
 
نرى ليبيا نال الإسلاميون المركز الثاني في الانتخابات الأخيرة .
 
في الكويت سيطر الإسلاميون على مجلس الآمة مما دعا الحكومة إلى إلغاءه
في الأردن يشكل الإسلاميون الثقل في المعارضة الأردنية
 
سواء كنا مع الإسلام السياسي , أو كنا ضده , سواء كنا مع الإخوان المسلمين أو كنا نخالفهم , لقد أصبح رقما موجودا في المعادلة السياسية في عالمنا , ويجب التعامل مع هذه الحقيقة. 
 
أصبح الإسلام السياسي واقعا  وموجود على الأرض , ويخطئ من يحاول إزالته وإقصائه , فكل المحاولات السابقة أثبتت فشلها وكانت أشد مما يحدث اليوم ..
اللعبة الديمقراطية ليست لعبة ابيض وأسود , وصواب وخطأ , وهذا ما يجهله الكثيرون .  بالطبع ما زال المجتمع العربي في مرحلة  البداية في المسيرة الديمقراطية , ولم نتعلم بعد المعايشة مع الأفكار المخالفة , ولم نتعلم بعد مهارة الإنصات . ولكننا نسير في الطريق الصحيح . وسنصل إن شاء الله , فيصبح اختلافنا اختلاف وجهات نظر وليس صراع بقاء فإما قاتل أو مقتول .
 
هذا ما يجب أن تتعلمه النخب السياسية  وهذا ما يجب أن يتعلمه الشعب . 
وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد