حنين وحمودة .. قصة بطولة

mainThumb

16-07-2012 01:01 PM

كم هو الحنين لأرضي ... كم يشدّ إشتياقي لأشتمّ رائحة التراب الّذي أتمنّى أن تطأه قدماي ... قبل أن أرحل عن هذه الحياة ... الجرح ... فلسطين ... لكن يبقى الأمل كبيراً بأنّها لا بدّ ستعود يوماً عندما نفيق من سباتنا .... ويبقى تواصلنا مع الأهل والأقارب في الضفّة الغربيّة عن طريق الهاتف ... لأنّه في ظل القيود الّتي يضعها الكيان الصهيوني ... يتعذّر علينا ... الإلتقاء بهم ... وإشتمام رائحة فلسطين من ثيابهم ... حنين ... فتاة من عمري ... تسكن في إحدى ضواحي رام الله ... هي فتاة كغيرها.. لها جامعتها وأسرنها الّتي تحبّها .... لكنّها ليست كغيرها من الفتيات .. لأنّها قصّت البطولة الّتي سأحكي لكم عنها ... الفدائيّة حنين ... تحاول أن تتخطّى الحواجز الّتي فرّقت بها إسرائيل فلسطين .... جامعتها لا تبعد مسير نصف ساعة عن بيتها ... لكنّا تخرج قبل بدء محاضراتها بثلاث ساعات ...! أتدرون لماذا ...؟! نعم هي الحواجز الّتي تحول بينها وبين مستقبلها ... وفي آخر قصّة لها كما حدّثتني ... في رحلتها المعتادة إلى الجامعة  ... تستوقفها أحد المدرعات الصهيونيّة عن الحاجز ... يطول إنتظارها ... ويقترب موعد المحاضرة ...وتشرح لهم وضعها ... وأنّها ستحرم من الإمتحان ... إذا تأخرّت ... لكنّهم يردّون ببرودة أعصاب ...هذه قوانيين دولة إسرائيل ...فما كان منها إلّا أن صفعته ونهرت به " الله يلعن أبوك وأبو دولة إسرائيل". والنهايّة كانت أنّها إنضّمت إلى أخواتها الأسيرات من بنات فلسطين وهي لا تتجاوز التاسعة عشرة ... وهذه لم تكن المرّة الأُولى الّتي تسجن بها ... فقد أُسرت مع أسرتها وعمرها ست سنوات ... أمّا حمودّة البطل الصغير الّذي لم يتجاوز التاسعة من عمره ... يحدّثني والحزن يأسر قلبه ...كيف يعتدي عليه أطفال اليهود .. وهو في طريقه إلى مدرسته ... يحدّثني كيف أنّه حُرم  لعب كرة القدم مع أقرانه في الحيّ ... والسبب لأنّ أمّه تخاف عليه من فتية اليهود ... يحدثّني وعيونه تتلألأ دمعاً ... هل صحيح أنّ فلسطين لليهود ...وأنّهم شعب إختارهم الله علينا ... ما كان منّي إلّا أن أجبته ... لأ يا حبيبي فلسطين ملك للفلسطينين والعرب ... فلسطين حرّة عربيّة .. سيأتي ذلك اليوم الّي تلعب فيه مع أقرانك بالحيّ بأمان ... السؤال الّذي سئمت من طرحه على نفسي ... متى ومن سيعيد براءة الطفولة إلى أبناء فلسطين الّتي حرمهم اليهود إيّاها ...؟!
 
حسبي الله ونعم الوكيل  


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد