روسيا وسوريا – فهم الموقف

mainThumb

21-07-2012 12:08 PM

 يخطئ بعض المحللين بتصورهم أن روسيا تراهن على بقاء نظام الأسد , فهي باتت تعرف أن نظام الأسد اشرف على السقوط ومع ذلك نراها ما زالت تظهر كداعم ومؤيد قوي لنظام الأسد .

  لمعرفة سبب وقوف نظام بوتين مع نظام الأسد .يجب معرفه الحقائق السياسية التي تحدد هذا الموقف
 
الحقيقة الأولى 
وكما ذكرت كثيرا , انه بعد سقوط نظام القذافي , ولتغير الموقف الجزائري لم يبقى لروسيا قاعدة على المياه الدافئة سوى قاعدتها العسكرية في طرطوس , فسقوط نظام الأسد  يعني تلقائيا عودتها محصورة  في المياه المتجمدة على المحيط المتجمد الشمالي او قواعدها في كمشتكا وهي متجمدة أشهر كثيرة في السنة . فالقاعدة الأخيرة تعتبر ذات أهميه خاصة لا يجهلها أحد
 
الحقيقة الثانية 
تزايد وتعاظم الحركة المعارضة لبوتين , ولذا يجب عليه مغازلة الشعب الروسي , والشعب الروسي يتصور حركات التحرر العربي على انها حركات مؤيدة للولايات المتحدة الأمريكية , فوقوف بوتين مع نظام الأسد هو مغازلة لقطاع عريض من الروس الذين ما زالوا متأثرين بحقبة الإتحاد السوفيتي . 
 
الحقيقة الثالثة 
ليس لروسيا مصالح حقيقية في العالم العربي , بل مصالحها الآن هي مع إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وكوبا , وهذه الدول تنتظر من روسيا عدم التخلي عن حلفائها لصالح الولايات المتحدة والغرب ( حسب ما يتصورون ) .
 
الحقيقة الرابعة 
الخوف من تكرار السابقة الليبية , حيث تم تمرير القرارين 1970 و  1972 تحت البند السابع لميثاق الأمم المتحدة , وإسقاط نظام القذافي واستبعاد روسيا من التسوية نهائيا . مما جعل دول مثل الجزائر تحول موقفها وتوقف واردات السلاح من روسيا . وانحسار التأثير الروسي على المشهد العربي والشرق أوسطي .
 
فهم هذه الحقائق تجعلنا نفهم سبب قيام روسيا ألإتحاديه بالاعتراض على أي عقوبات دوليه تحت مظلة الأمم المتحدة , فهي لا تراهن على نظام الأسد كما يعتقد الكثير , بل هي تتفاعل مع  عوامل داخلية وخارجية , وتنظر إلى مصالحها الطويلة ألمدي . وليس إلى أي مبادئ عقائديه أو حقوق إنسان وما إلى ذلك . بل هي محض مصالح , وهي اللعبة التي يجب على العرب إتقانها . 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد