احد أزهار الربيع العربي

mainThumb

07-08-2012 03:04 PM

 أشكر الربيع العربي , فرغم المآسي التي شاهدناها ونشاهدها , إلا إن له فوائد كبيرة  وأزهار كثيرة , أحدها أن الوطن تعرف على نفسه , فأصبحنا نعرف مناطق وأحياء في تونس , و أصبحنا لا نعرف مدن ليبيا فقط بل ونعرف حتى شوارعها ومناطقها  أصبحنا نعرف سوق الجمعة وبن غشير وشارع الشط . وكذلك أحياء القاهرة ومدن اليمن ليس فقط صنعاء بل نعرف إب وتعز , والآن أصبحنا نعرف كل مدن سوريا وكل أحيائها تعرفنا على أحياء حمص واللاذقية وحلب , نعرف صلاح الدين وباب الحديد والمريديان  . لم نعرفها سياحة أو قراءة في كتاب , بل أصبح  لنا فيها ذكريات , فهنا سقطت قذيفة وهناك سقط شهيد وهذه المنطقة قطعت إمدادات جيش الطاغية الذاهبة لتدمير تلك المنطقة . عرفنا إخواننا زنقه زنقه ودار دار وحارة حارة وحي حي . عرفنا الصحراء والساحل , والمدن والريف .

هل كنا بحاجة إلى مثل هذا الربيع لنتعرف على بعضنا ؟ لا أظن , ولكنا أجبرنا على ذلك , وهي نتيجة محتمة  لتجبر الطغاة وطغيانهم على أخواننا .
 
ومهما كان الثمن غاليا , لقد عرفنا بعضنا , وهذا له تأثير كبير على المستقبل , على مستقبل العالم كله وليس مستقبلنا فقط . 
 
كان الاستعمار ومن بعده الطغاة يبذرون  في  ضمائرنا وفي وعينا كره الآخر , فقسمونا إلى دول , والدول إلى أقسام فهذا شرقي وذاك غربي , هذا بدوي وذاك حضري , هذا ساحلي وذاك صحراوي . هذا قروي وذاك  مدني , وكل يذم الآخر .
 
فجاء الربيع العربي وأزال كثير من هذه التفرقة بين الشعوب , أصبحنا نتفاعل مع الآخرين  , ونحس بمشاكلهم ونعرف محاسنهم , نحبهم وندافع عنهم ولو لم نلتقي بهم .
 
وهذا يدمر ما عمل الاستعمار  ومن تبعة من الطغاة على زرعه فينا , وكنا كالذهب الذي تصقله وتصفيه النار , ولم نكن كالعشب الذي يتحول إلى رماد إذا ما احترق .
 
الحمد لله , لقد طبقنا قوله تعالى (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وها نحن نتعارف , نتقارب ويحب بعضنا بعضا . ويحترم بعضنا بعضا , ويحس بعضنا بفرح بعض ويشاركه أفراحه وأتراحه .
 
بالطبع بقى بعض ما خلفته عقود من ثقافة الطغيان في بعضنا , ولكن ولله الحمد أصبح مثل هذا الفكر محاصرا ومكروها   وسيأتي اليوم بإذن الله الذي سنتكامل فيه اقتصاديا وسياسيا , وتكون للأمة كلها كلمة واحده مسموعة في العالم كله , لأنها كلمة أمة , وليست كلمة حكام مفرقون ومشتتون ومتصارعون على كراسي لهم ولأبنائهم ولذويهم لا يهمهم مصالح الآمة والشعب .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد