حزب الله وإيران عند المنعطف

mainThumb

08-08-2012 02:38 AM

 قال الأمين العام لـ"حزب الله"، في خطابه مساء الاثنين، ان الطائفة الشيعية "لا تحلم بأن تكون الطائفة الحاكمة او القائدة"، ولا ان تكون "مهيمنة"... كلام سليم لا يبدو ان مدير الامن العام يشاطره الرأي فيه، والا لما ادار جهازه على النحو الذي يفعله. فمهما كانت الاعتبارات لا يجوز في هذه الظروف تسليم سوريين "مطلوبين"، ولو بداعي ان هناك اتفاقات بين لبنان وسوريا، وحتى هذه الاتفاقات ينبغي الاعلان عن تجميد العمل بها، اولا لأن سوريا تشهد حربا اهلية وبالتالي فرزا طائفيا بين الدولة والشعب، وثانيا لأن سوريا كررت اعتداءاتها على المواطنين اللبنانيين والاراضي اللبنانية، الا اذا كانت هذه الاعتداءات مما تجيزه تلك الاتفاقات.

 

اذا كان الهدف الحقيقي لزيارة رئيس مجلس الامن القومي الايراني سعيد جليلي للبنان، هو ما ظهر في تصريحاته، فهذا يعني ان طهران باتت ملحة على "حل سياسي" في سوريا، بل على حل "يقوم على الديموقراطية"، كما قال. طبعا، فات الاوان على حل كهذا، او على الاقل على الصيغة التي يمكن ان تتصورها ايران من خلال حوار وتقاسم بين النظام والمعارضة. وفي اليوم نفسه كرر السيد حسن نصرالله بأن الحل في سوريا لن يكون بالحسم العسكري وانما بالسياسة. لا يمكن ان يكون جليلي جاء لترويج بضاعة (الديموقراطية) لا تملكها ايران ثم انه ونصرالله تحدثا فيما كان النظام السوري يقصف في كل اتجاه ويستعد لـ"المعركة المصيرية" في حلب. فأي صيغة "حل سياسي" يمكن ان تطرح لاحقا على النظام لا بد ان تعرض عليه الرحيل.
 
يلزم بعض الوقت لمعرفة الرسالة الحقيقية التي جاء بها جليلي، فإيران تجد نفسها عند منعطف، وثمة ما استوجب ابلاغه الى بيروت ("حزب الله" تحديدا) ودمشق، المحطتين اللتين قصدهما مبعوث المرشد. هنا لا بد من تسجيل النبرة الهادئة نسبيا لخطاب نصرالله. فمن دون ان يتنازل عن شيء في الجوهر، يبدو كأنه يعيد فتح الحوار "الوطني" بعدما كان اغلقه قبل نحو ثلاثة اسابيع. لكنه متمسك بـ"حوار بلا شروط"، اي بلا نتائج، بلا اي تغيير في الواقع. طرح اسئلة واعطى اجابات سبق ان سُمعت منه ومن قادة حزبه. لا جديد سوى ان تقلبات الازمة السورية تتيح له التشدد احيانا، وتضطره للمرونة احيانا اخرى، رغم انه لم يفوّت المناسبة للتذكير بأن "7 ايار" كانت فرصة لفرض الهيمنة لكن "حزب الله" امتنع عنها، اي انه يستحق الشكر وليس الاتهام.
 
سأل نصرالله هل وصلنا الى الزمن الذي نستغني فيه عن المقاومة. والجواب ان الزمن الذي وصلنا اليه يستوجب مصارحة اللبنانيين وغيرهم بأن هذه المقاومة، وقد حققت جل اهدافها الوطنية، تحولت ذراعا للحلف السوري – الايراني، وانها في مطلق الاحوال خط دفاع اولي للمشروع الايراني. ولا بأس بأن تتوسع المصارحة الى ما ينويه "حزب الله" لنفسه، وللبنان، بعدما دخل ذلك الحلف مرحلة عدم اليقين.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد