الجنس سلعتهم لا سلعتنا

mainThumb

05-09-2012 01:59 PM

 عمل الغرب ـ قديماً وحديثاً ـ ليس على ترويج أنّ المسلمين والعرب، أكثر ولعاً بالجنس من غيرهم، فحسب، وإنما ـ أيضاً ـ على إلهائهم به، من خلال ما يصدّره إليهم من منتجات جنسيّة؛ بالكلمة، والرسم، والإيحاء، والصورة، حيّة وثابتة، عبر المجلات، والصحف، والتلفازات، والـ«إنترنت»، ومنتجات أخرى مجسّمة؛ كالألعاب، والتماثيل، والأعضاء الصناعيّة، إلى جانب منتجاته الحقيقيّة؛ كالنساء العاهرات، وذلك لحرفهم عن السلوك الجنسي القويم، من خلال الزواج، إلى الزنى، وصنوف الشذوذ؛ كاللواط، والسحاق، التي هي مباحة عنده؛ أي عند الغرب، إن لم تكن وفق التشريعات القانونيّة، فهي مغضوض عنها الطرف شعبياً ورسمياً.

وفعلاً، صدّق المسلمون والعرب المستهدفون بذلك، ادّعاء الغرب ذلك، حتى فضحته الـ«إنترنت»، الشبكة نفسها التي يبث من خلالها سمومه، إذ تبين الإحصاءات الصادرة عن الجهات المختصّة بحصر عدد مستخدمي الـ«إنترنت»، والبلاد التي يدخلون منها، أنّ النسبة العليا من متصفحي المواقع الجنسيّة، هم من أمريكا، وليس من بلاد المسلمين والعرب، هذا ما كشفه الدكتور «عمر سامي»، العضو في مجلس إدارة مؤسسة «الأهرام» للصحافة المصريّة، مدير مشروع تطويرها الإلكتروني، في دورة إعلاميّة، نظمتها جمعية الصحافيين الإماراتيّة، في دبي، قبل فترة، وكنت أحد المشاركين فيها.
وحتى مواقع الجنس الإلكترونيّة والتلفازيّة، العربيّة، والمترجمة إلى العربيّة وغيرها من لغات المسلمين، هم ـ أهل الغرب ـ يملكونها، أو يُشركون معهم فيها مَن هم على شاكلتهم من المسلمين والعرب، ليكونوا وكلاءهم الجنسيين.
 
وبحسب موسوعة «ويكيبيديا»، قدّرت دراسات في السنة الـ2001، مجموع العائد من تجارة الإباحيّة، في أمريكا وحدها، بما لا يقل عن ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار.
 
وبحسب الموسوعة ذاتها، أيضاً، ولكن في بريطانيا، اكتشفت دراسة «فوم»، في السنة الـ2003، أنّ ثلث المجتمع الإنجليزي، يزور المواقع الإباحيّة في الـ«إنترنت»، في حين اكتشفت دراسة «هوايت»، في السنة الـ2001، ارتفاع معدلات الوفيات عند الرجال، من الفئة العمريّة ما بين الـ20 والـ40 سنة، بسبب إدمانهم تلك المواقع.
 
لا أنفي رغبة كلّ فرد من أمّتنا في الجنس، وهي رغبة طبيعيّة، ولكن ليس كما يشيع عدوّنا، أنّه الخيار الأوّل والمسعى الحثيث عندنا، وإذا افترضنا جدلاً أنّه كذلك، فإنّ محله عندنا الزواج: واحدة ومثنى وثلاث ورباع؛ فهو مقيّد بشرعنا الحنيف، الذي وضع له قواعد وشروطاً وأحكاماً.
 
إنّ الغرب يلصق بنا ما نعدّه عيباً فيه، لأنه فسق وانحراف عن الطبيعة، وهو يعلم أنّ الجنس سلاح فعّال لتدمير أمّتنا، إلا أنّه خرّب على نفسه أكثر ممّا خرّب عندنا، لأننا أمّة ذات قيم مؤلفة من ديننا وعاداتنا وتقاليدنا وثقافتنا، وعلى الأقل، ننبذ كل ما هو مضاد للفطرة، ولا نبيحه، لا رسميّاً، ولا شعبيّاً، ولا تحت أي ذريعة، كالحريّة الفرديّة، والانفتاح، والتمدن، كما أنّ العرب غير المسلمين، كالمسلمين، في نبذهم صور الانحراف والشذوذ كلّها، أضف إلى ذلك، حظر بعض بلادنا المواقع الإباحيّة. 
 
الجنس سلعة الأمريكيين والأوروبيين والروس، لا سلعتنا، وهذه [{بضاعتهم رُدّت إليهم}. يوسف: 65]، حتى وإن قدّموها إلينا مجاناً.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد