المؤامرة الأمريكية على سورية المستقبل

mainThumb

07-09-2012 07:28 PM

 في خضم المعاناة التي يعيشها الشعب السوري من إبادة على أيدي من حَكمه  بعدما طالبه بالكرامة والحرية والعودة إلى الشرعية في تقرير مصيره فإذ به هذا النظام الحاكم يرد عليه بأن العودة تعني بأن يعود تعداد الشعب إلى ماقبل عشرات السنين فكان لابد عليه بعد يقينه بأنه على زوال أن يقتل القدر الأكبر من الشعب وأن يحوّل رائحة الزهور إلى رائحة الموت وأن يحرم الأطفال من نكهة ماتبقى من السعادة من المُعارضين له والمؤيدين على حد سواء فلا تفريق بعد الآن. ليخرج علينا السيد أوباما بتصريحات تكشف مدى الهوة بين الديمقراطية والنفاق وبين الحرية والمصلحة الأمنية والإقتصاديه له ولحلفاؤه وخاصة للكيان الصهيوني الذي يقبع داخل الأراضي الفلسطينية منذ ستة عقود ونيّفوالذي ضرب الشرعية والحق والقرارات الدولية عرض الحائط .

قالها السيد أوباما بملأ فمه بأن لاتدخل في سورية إلّا في حال إستخدم أو نقل نظام الأسد أسلحة كيماوية وهو بذلك يكشف مانحن على يقين به بأن أمن إسرائيل هو أهم من أمن ودم المواطن السوري والعربي بالطبع ويثبت صحة كلامنا بأن حتى الغرب إعتمد في مُهله المتتابعة لنظام الأسد أن يعطي هذا النظام الوقت الكافي بأن يُضعِف سورية ويُنهكها ويدمرها كي لاتستطيع النهوض بأمان بعد الأسد الذي أصبح يقيناً بأنه لن يحكم بعد الآن أي شبر من أرض سورية منذ أول قطرة دم سالت, وبذلك تكون هذه المؤامرة ضد سورية لمصلحة الأمن والقوة الإسرائيلية يدفع ثمنها الشعب السوري والعربي.
 
كشف السيد أوباما علانية بأن نظام الأسد الذي حفظ حدود الأراضي الفلسطينيه والسورية المُحتلة لعقود بأنه لم يكن العدو الحقيقي الذي يدفعه للتدخل ضده وإنقاذ سورية وشعبها من الإبادة, فقد قال في مستهل حديثه للعلن بأن وصول أسلحة كيماوية بأيدي "العدو" خط أحمر لايمكن قبوله وكأنه يقول للأسد (بأنك صديق لدود طالما أحتفظت بالأسلحة الكيماوية في مخازنك المُراقبة ووصولها إلى أيدي أخرى " عدوة" تُعكر أمن الإحتلال الإسرائيلي تجعلك فاقدا للأمان) في تطابق مريب لتصريحات ابن خال بشار الأسد رامي مخلوف سابقاً بأن أمن سوريه – وطبعا يقصد أمن الأسد – من أمن إسرائيل.
 
قد يحصر البعض العدو بأنه حزب الله اللبناني أو الجماعات الإسلامية أو كما يحبذ الغرب تسميتها بمجموعات ذات صله بالقاعدة ولكن الحقيقة الأكبر بأن الولايات المتحدة الأمريكية والإحتلال الإسرائيلي على دراية بأن عدوهم يشمل معظم الشعوب العربية والإسلامية خاصة. لذلك فإن هذه الأسلحة إمّا أن تبقى بيد الأسد – وهذا مستحيل بعد المستجدات – أو أن يستولي عليها الأمريكان .
 
نظام الأسد إعتمد إستراتيجية الفرار إلى الأمام, فأقام على نفسه كل الحجج لكي يفقد شرعيته ولكي يكسب العداء ولكي يعطي الغرب بالتفكير بالتدخل -في حال إستخدم أسلحة كيماوية- وبحُكم طبعه الدموي وعقيدته المُدمرة فقد دأب على مواصلة التدمير والقتل والتملص من الحلول السلمية واستنفاذ المُهل الدولية إلا أن بدأ أخيراً بالتهديد بإستخدام الكيماوي ضد شعبه في حال تدخل الغرب عسكرياً. فما كان إلّا على الغرب والولايات المتحدة الأمريكية أن تصّعد في تصريحاتها ضد الأسد وأن تبدأ بالتحرك عملياً من خلال إجتماعات أمنية وعسكرية مع دول الجوار والتأهب بالتدخل في حال تم تحريك الأسلحة الكيماوية إلى مكان غير مقبول. بالإضافة إلى الإستعدادات الإسرائيلية والتي وصلت إلى أوجها من تداعيات أي ضربة  مُحتملة ضد إيران وحزب الله اللبناني. 
الحل السياسي يلفظ أنفاسه الأخيرة ويبقى بأيدي بعض الدول إستخدام الصدمات الكهربائية لإنعاشه عن طريق دكتور الدبلوماسية المُخضرم الأخضر الإبراهيمي والذي إعترف بأن المُهمة صعبة ومُعقدة وبأنه يشعر بالرهبه من هذه المُهمة التي برأيي أنها لن تؤتي ثمارها إلا مُهلة لنظام الأسد كي يتلذذ بقتل الأبرياء. وقد يكون تهميش الغرب مؤخراً للمجلس الوطني السوري – أي المنحى السياسي-  من لعب أي دور وإخراجه من جدول المصالح الغربية -والذي يتحمل المجلس الوطني السوري فشله في عدم تقديم الحد الأدنى من متطلبات الشعب في الداخل وإنكفاء أغلب أعضائه نحو الصراع على  المناصب والإنفراد في إتخاذ القرارات من غير الرجوع للداخل- مؤشراً على اتفاق الدول الكبرى بأن أي حل سياسي بات مستبعد.
 
على كل حال فإنه وكما يبدوا بأن المعارضة المسلحة في الداخل والشعب الصامد هو الأمل الوحيد للنيل من المُخطط الأسدي الإيراني والمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية على حد سواءبعدتواطىءالغربوفشل الحكومات العربية عن إنقاذ الشعب السوري, وهو بحاجة ماسة للوحدة والتكاتف والتصدي إلى أي خروقات تصيب بنيانه من المندسين الشبيحة الذين يحاولون إصابة صدقيته وإنجازاته على الأرض. سورية بلا شك جريحة وشعبها يذوق مرارة التواطىء ومرارة الخيانة من القريب والبعيد.أعانكم الله ياشعب سورية فأنتم الكلمة الفاصلة.. فلا أمن للعدو ولا أمان للقاتل


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد