مذكرات الأخ عبد السلام

mainThumb

23-09-2012 10:00 AM

 يكتب العرب مذكراتهم لواحد من أمرين: إما لكتابة التاريخ، أو لإعادة كتابته. الاستثناءات نادرة. والبعض يجزم بأن لا وجود لها. ومع ظهور الفضائيات ظهر نوع جديد من المذكرات السياسية والأدبية، هو النوع التلفزيوني. والحديث منه طري، مثل مذكرات الدكتور محمود جبريل عن السنوات والأشهر الأخيرة من معمر القذافي، كما رواها للزميل طاهر بركة في «الذاكرة السياسية».

 
تقتضي المحادثة التلفزيونية حضورا معينا برع فيه محمود جبريل وأخفق فيه مصطفى عبد الجليل الذي أجاب عن معظم الأسئلة بأنه لا يعرف الجواب. وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، فهو يقلل من قيمة المقابلة. وفي الأسابيع الأخيرة انتقل طاهر بركة إلى الرائد عبد السلام جلود «الرجل الثاني» لبضع سنوات بعد القذافي، وهي صفة من لا مسؤولية له أو عليه، وكان يقال عن صلاح خلف (أبو إياد) إنه «الرجل الثاني في فتح» يوم كانت فتح رجلا واحدا لا ثاني له ولا لثانية واحدة.
 
يضيء الرائد جلود على مسائل كان له دور فيها، مثل حرب لبنان. ويلمح دون شرح حقيقي إلى يوم زود معمر القذافي إيران بالصواريخ لضرب عاصمة عربية تدعى بغداد، فيما هو متمسك بلقب «أمين القومية العربية»، وهو لقب تهريجي مثل سواه. وهو لم ينس أن يرسل ابنته المحامية عائشة للدفاع عن صدام حسين سجينا في انتظار الإعدام. وقد رويت هنا، نقلا عن الأستاذ الشاذلي القليبي، أنه عندما فاتح مارغريت ثاتشر بموضوع الحرب العراقية - الإيرانية قالت له: لماذا لا تذهب أولا وتسأل زعيم القومية العربية في خيمة سرت.
 
سئل الرائد جلود عن اختفاء الإمام موسى الصدر، فقال إنه لا يعرف شيئا. ثم سأله عن موضوع يعرفه طاهر جيدا: هل حارب لبنانيون معكم في التشاد؟ الجواب: أبدا. يكرر السؤال، ويتكرر الجواب: أبدا.
 
ليت جلود قال إنه لا يعرف. فالزعيم اللبناني وليد جنبلاط قال في حينه، غير مرة، إنه أرسل المقاتلين إلى التشاد، بل قال، بصراحته المعهودة، إنه لم يعد لهم عمل فأرسل بعضهم يناضل في التشاد. وأضحك الناس طويلا، أيضا على طريقته، عندما قال لمجلة «بلاي بوي» إنه تلقى أموالا من القذافي لأنه كان في «زنقة». لذلك بدا نفي الرائد جلود لتلك المرحلة نفيا لما يعرفه طاهر بركة جيدا قبل أن يطرح السؤال.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد