أين الحيتان من هذا الشامخ .. ؟

mainThumb

21-11-2012 09:04 PM

 لله درك يا وطن ما اكبر قلبك النابض بالحياة ، وما اوسع صدرك النقي كما الثلج لا يحقد على احد مهما جرى له من ابناءة ، مهما جلدوه ، ومهما عقروه ، ومهما نالوا منه ، شامخ سيبقى رغم المحن ،وقلة المؤن ، مهما علا صوت الهدير ومهما علا الموج ،وطن بحجم الورد ،تاجة الكرامة ،والفخر ،والعز ،وارض العزم من اول يوم بزغت فيه شمس الحرية ،والعدالة ،وطن مرت علية السنوات العجاف لم تنال منة ، ولم يخنع لأحد قط ، صفة انة عربي للعرب اجمع بدون استثناء فاتح ذراعية لأي كان ،ومهما كان ،ومن أي مكان كان ، حضنه دافئ ،وطن لم ،ولن يهزه الريح صامد كما الرمح في ارض العجاج  مضرجة وجنتاه من وجع الزمن  وصدود الاشقاء ،وظلم ذوي القربى ، الوطن الشامخ لا يمكن ان يعق أي من الاشقاء ،او ذو القربى إلا من باب العتب ،والعشم ،والأمل كما يقولون . 

 
لك الله يا هذا الوطن ، ولك المخلصين من الاحرار الذين ما وهنوا ، وما هانوا يوما من الايام ،ذادوا عنك بالمهج ،والأرواح ،كتبوا كلمة حب لك بدمائهم الزكية التي ترقى  رخيصة من اجلك لا من اجل احد قط ، سنين طويلة حملتنا ،ولم نحملك  ايام مريرة لففتنا في جنباتك ،ولم نلفك في يوم كريهة ، اياما ،وأيام مرت عليك يا ايها الوارف الظلال ، ولم يأبه بك ايا من حيتان الوطن الذين شربوا على اطلالة نخب النهش من جسده ،وباعوا ترابه من اجل ثمن بخس دراهم معدودة ، تفيئوا ظلاله اعواما عديدة ، كان لكم غطاء ،وسترا ، كان لهم سراجا ينير عتمة دروبهم الطويلة،اطعمكم حينما كنتم جوعى ، وسقاكم شرابا طهورا حينما كنتم عطشى  وطن شامخ بحجم الورد ايها الحيتان ألا يستحق منكم ان تحملوه ،ولو برهة من الوقت ، ألا يستحق منكم ان تمدوه بشريان دمكم من اجل ان يقوى عودة ،وتزهر براعمه .
 
انة وقت الرحى تدور فيه كثير من الدوائر من اجل ان تنال من الوطن الذي فتح ذراعية لكل من انتخى به منذ ان تفتح صباحه ،وهو لم  يألو جهدا في لملمة جراح الذين نالت منهم  الحروب ،والصراعات خلال القرن الماضي وما زال فقد غرفوا من مائة ،وشاركوا ابناءة لقمة العيش ، لم يبخل الوطن ،ولم يبخلوا ابناءة في مد يد العون لأي احد توجه صوبهم ،او صوب الوطن ، فأين انتم اليوم من اجل ان تمدوه كما مدكم ، اين انتم اليوم بعد ان تركة الذين قدموا الوعود تلو الوعود ، بعد سنين طويلة كان الوطن لهم درعا ،وواقيا ،وحصنا منيعا من اجل ألا  ينال منهم أي معتدي  ،او متربص ، اليوم انتم امام مسؤوليات جسام ، وعظام فلا تبخلوا على هذا الطود الشامخ ، يطاول السحاب ، لا يهزه الريح ، مها تكالبت علية المحن ، ومهما امتحنه الزمن .
 
اليوم ،وبعد ان قدم الوطن دمه للكثيرين فيه،وخارجة ، وخرجَ الكثيرين من ابناءة من اجل تقدم ،ونهضة الاصدقاء ،والأشقاء  في كثير من مناحي الحياة اداروا له ظهورهم ،وبعد ان علموهم حروفا في الحب ،والوفاء هجاهم الكثيرين ممن علموهم ، فلم يوفون بالنذر الذي قطعوه على انفسهم بان لا يتركوا هذا الشامخ لتتجاذبه رياح الزمن والأزمات العالمية ،ولم يؤدوا ما عليهم من التزام قطعوا فيه وعدا بان لا يخذلوا هذا الشامخ مهما كانت العاديات ،ومهما توالت الظروف لأنة كان ،وما زال عمقهم التاريخي ،والجغرافي.
 
اليوم وكل يوم سيبقى سراج الوطن مضاء ،ومنيرا لكل الذين يتفيئون ظلاله  ولكل الذين يقصدونه ، ولكل من دق بابه ، زيته من زيتونة لا شرقية ،ولا غربية ، اما نحن ايها الاردنيين فعلينا ألا ننتظر ان يُعشينا الوطن الف ليلة ، وليلة ، ولا يمكن ان نُعشيه ليلة واحدة ،وينطبق علينا مثل الدجاجة التي تُعشيها الف ليلة ،ولا تُعشيك ليلة .


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد