الخاسرون من معركة حجارة سجيل

mainThumb

30-11-2012 09:55 PM

 

كان إقدام العدو الصهيوني على إغتيال القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الجعبري كالعابث في عش الدبابير مستخفاً بحجمها ولسعاتها, فكانت غزة جحيماً على العدو الصهيوني وكانت صواريخها أشدُّ سُماً وألماً مما كان يعتقد العدو.. فما لبثت أن تخصبت أرض غزة بدم الشهيد إلا وكانت حجارة السجيل –بمجازية التشبيه- تدك المدن والقرى التي يحتلها العدو الإسرائيلي, في الوقت الذي كان يُراهن فيه هذا العدو على إستسلام المُقاومة وخاصة بعد التغيرات في التحالفات ووضع الحركة المتأرجح بعدما رفضت مشاركة نظام الأسد ولو معنوياً بإبادة الشعب السوري.

العدو الإسرائيلي وبعدما رضخ مُجبراً على وقف العدوان على غزة لم يكن خطابه خطاب نصر, بل كانت وجوه القيادات مُسوّدة خائبة وإن كانوا يحاولون تقديم الهزيمة بنصر زائف, فلا الأمن والأمان كان من نصيبهم ولا القبة الحديدية التي كلفت إقتصاد العدو ملايين الدولارات كانت قادرة على وقف الغضب الفلسطيني, فكانت سماء تل أبيب والقدس وبئر السبع وغيرها شاهدة على ذلك. فكانت الخاسر بكل المقاييس وبدأت تداعياتها تؤثر سياسياً عندما خرج ايهود باراك معلنا تخليه عن الحياة الحافلة بالإجرام وعودته إلى صفوف القطعان من المستوطنين.

في المُقابل فإن الخطاب عند المقاومة الفلسطينية كان خطاب نصر وعزة.. خطاب تفاؤل وقوة وتحدي, فقد كانت المقاومة خلال الثمانية أيام كعادتها على ثبات وإصرار وعهد ووفاء. فاستحقت فلسطين وشعوب الوطن العربي والإسلامي الفرحة والفخر.

إلّا أن العدو الصهيوني لم يكن بالتأكيد الوحيد الذي خسر المعركة, فقد كانت السلطة الفلسطينية وعلى رأسها السيد محمود عبّاس من أكبر الخاسرين, فقد كان تحركها الخجول والمؤذي لفلسطين خلال ثمانية أيام دليل إنهزام, وقد خسر رهان السلام وغصن الزيتون والحمامة البيضاء مع العدو. فلم نسمع صوت الرئيس عباس محرضاً الشعب على المقاومة والدفاع عن غزة ولم نسمع منه إعترافاً بأن تلك الصواريخ ليست عبثية وأن ماأخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة. وأن يرفرف العلم على مبنى الجمعية العمومية لمجلس الأمن ليس بنصر وإنما النصر هو أن يرفرف في باحات الأقصى وأن الشحذ خلف دولة مُراقب وإعتراف بها هي خيبة وليست نصر. ففلسطين دولة كاملة لكنها مُحتلة وبالكامل وليست بحاجة إلى لقب, طالما أن العدو يجهر بأن ذلك لن يغير شيء على الأرض.

أما من الخاسرين الآخرين فكانت المملكة العربية السعودية, فلولا كبر مساحتها لما رأيناها ولولا وجود الكعبة المشرفة ومسجد النبي عليه الصلاة والسلام لنسيناها, فخسارتها أن الغطاء قد رُفع عنها بعد التخاذل والتقصير في حق الأمة الإسلامية, فلم يقم النظام بأدنى الواجبات تجاه القضايا الإسلامية. فمللنا من التصريحات التي أختفت أيضاً ومللنا من محاربتكم للجميع بتهم من صنع أمريكا وممللنا من تملصكم تجاه العراق بعدما قدمتوه على طبق من ذهب للولايات المتحدة الأمريكية إلى أن أصبحت تابعة لإيران, كذلك الأمر تجاه باكستان وسورية وليبيا وأخيراً مصر التي رأينا الشماتة من خلال إعلامهم.  نعم خسرت القناع

جامعة الدول العربية تحركت مشكورة على غير عادتها لا بسبب الغيرة والحمية العربية بل بسبب الإنتفاضات العربية وصحوة الشعوب العربية ومفاجأة المقاومة لهم والتي جعلتهم يدخلون غزة ليستمدوا بعض مايمتلكه أهل المقاومة من قوة وحق وهُم مُطالبون بزيارتها دائماً علّهم ينفضوا غبار التنديد والإستنكار والشجب, تلك العادة السيئة التي أطاحت بالأمة. نعم بحاجة إلى أن يتنفسوا الحرية هُناك وأن يزوروا مصانع النصر هناك.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد