هل يرفع الخطيب الكرت الأحمر .. ؟!

mainThumb

08-01-2013 11:14 AM

ما من مراقب أو صاحب فكر مهما كان ضحلاً، أو حتى أميّاً إلاّ ويشعر بأن مشهد الانتخابات والدعاية الانتخابية محموم وغير متوازن وتشوبه الكثير من الشُبُهات، وثمّة علامات بارزة بأن حُمّى الانتخابات باتت ملوثة بالمال القذر، ولا أريد أن أسميه مالاً سياسياً، فثمّة فارق كبير بين الاثنين، وإذا كان رئيس الهيئة المستقلة للانتخابات يشعر بالامتعاض من المشهد، فذلك لأنه لا يريد أن يكون شاهداً على عملية انتخابية تفتقر إلى النزاهة والحياد، وكنت قد حذّرت الهيئة ورئيسها مراراً من أن المناخ العام في الدولة اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً غير مُواتٍ لإجراء انتخابات عامة تمتاز بالنزاهة والشفافية والحياد، ما يستوجب تنقية الأجواء أولاً قبل التفكير بإجرائها، وهو الإجراء الذي نعتقد أنه الأحكم في ظل الظروف الراهنة..
 
إن ما يجري على الساحة يؤشّر بوضوح أن المال القذر بدأ يلعب لعبته القذرة، وإن ما يتداوله الكثيرون الآن أن يسيطر أصحاب البيزنس السياسي والمال القذر على المجلس القادم، وأن يمثّل الشعب أغلبية سطت على مال غير طاهر، وقد تلجأ ثلة من هؤلاء إلى تقديم صكوك حماية وبراءة إلى فاسدين كبار، شاركوهم أموالهم القذرة، فماذا سيكون عليه حال الشارع إذّاك، ومنْ يملك إيقاف غضبته حينها.؟!
 
أعتقد أن الورقة الأخيرة لا تزال بيدكم أيها الساسة الكبار، وإني لأدعوكم إلى قراءة المشهد الخطير بعناية فائقة، فإما أن تكونوا قادرين على كبح جماح المال القذر ووقف تأثيره فوراً بل وجبّ كل آثاره على العملية الانتخابية والناخبين، وهنا أدعو رئيس الهيئة المستقلة تحديداً إلى رفع الكرت الأحمر لطرد اللاعبين المخالفين ووقف مخالفاتهم وآثارها، وإما أن تلجأوا، أيها الساسة، إلى وقف العملية الانتخابية بمجملها، وتأجيل الانتخابات إلى إشعار آخر.. والبدء بفتح حوار وطني حقيقي فاعل وشامل يقوده الملك بنفسه، ولا يُستثنى منه أي طيف من الأطياف السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية، للتفكير معاً بأولويات الإصلاح المطلوب وطرائقه..
 
أيها الساسة الكبار: إن تأجيل الانتخابات أولى من نتائج كارثية على الوطن، وإني لأدعوكم إلى استخدام الورقة الأخيرة التي بين أيديكم، ما لم ينجح الحَكَم الدولي المحترف عبدالإله الخطيب في رفع الكرت الأحمر ووقف استشراء المال القذر واستحواذه على المشهد الانتخابي..!!!
  Subaihi_99@yahoo.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد