انتخابات أخت الديمقراطية

mainThumb

22-01-2013 02:42 PM

 في هذه الأيام نعيش عرساً انتخابياً تحاول الحكومة جاهدة تسويقه على أنه عرس ديمقراطي، فيما تبذل المعارضة جهدها لإظهار أنه "مأتم" ديمقراطي، أنا –والعياذ بالله من كلمة أنا- ومن على قاعدة "يا بخت من وفّق راسين بالحلال" وبحكم أننا جميعاً شركاء في هذا الوطن كما قال دولة النسور الذي احتفلنا بعيد ميلاده قبل أيام، فقد ارتأيت أن نجد حلاً وسطاً –أكيد مش حزب الوسط-  بحيث نطلق على الانتخابات اسم الحفلة "أخت الديمقراطية".

كلمة حفلة ترضي المقاطعين والمشاركين بحكم أن الحفل قد تعني الاحتفال بالزفاف –زفاف رأس المال مع البيروقراط مثلاً-، كما أن كلمة الحفل يمكن استخدامها في الأحزان مثل: حفل تأبين -مجلس النواب القادم مثلاً-.
هذا فيما يتعلق باستخدام كلمة "الحفل"، أما عن سبب اختيار مصطلح "أخت الديمقراطية" بديلاً عن "الديمقراطية"، فأعتقد أن الطرفين سيقبلان ب"أخت الديمقراطية" ومن ثم يحق لكل جهة أن تقوم بتحليلها بالطريقة التي تراها مناسبة. فالنظام والسلطة وحكومتهما سيعتبران أن أخت المليحة .. مليحة، وبالتالي لا ضير من القبول ب"أخت الديمقراطية" كحل وسط، فيما ترى قوى المقاطعة المعارضة –على أساس إنو في معارضة مشاركة- أن "البطن بستان"، وبالتالي لا ضير من اعتبار هذه الانتخابات هي انتخابات ل"أخت الديمقراطية" وليس للديمقراطية.
 
بصراحة أجد أن "أخت الديمقراطية" مخرج عبقري من المأزق الذي تعيشه الحكومة، فإذا تحدث أحدهم عن التناقض ما بين الديمقراطية وقانون الصوت الواحد، فإن الإجابة تكون ببساطة: هذه ليست انتخابات ديمقراطية بل هي "أختها". وإذا تحدث أحدهم عن أن القائمة الوطنية لا تشكل سوى 18% من المقاعد يكون الرد: يا عمي احنا بنحكي عن أختها مش عنها. وإذا تفلسف أحدهم حول غياب البرامج السياسية للمرشحين فردياً و"قوائمياً" فسنسكته بالتأكيد على أن انتخابات ال2013 هي أخت الديمقراطية يا ابن الحلال.
 
إلا أن أهم ميزة لهذا الحل هو أنه سيكون الرد المناسب لأي انتقاد أو ملاحظة من قبل أصدقائنا الممولين الدوليين أقصد المراقبين الدوليين، فعند حديثهم عن فتور المواطنين ولا مبالاتهم تجاه الانتخابات ووجود تجاوزات جسيمة في العملية الانتخابية، يكون ردنا حاسماً وقاطعاً: والله احنا كان المفروض نعمل انتخابات "ديمقراطية"، بس للأسف "ديمقراطية" تعبت اليوم شوي واضطرينا نجيب "أخت الديمقراطية".
 
يا جماعة بصراحة ومن الآخر إذا استمرت هذه الأجواء "أخت الديمقراطية"، سيجد المواطن الأردني نفسه بعد الانتخابات النيابية أمام "أخت مجلس النواب" ... والله على ما أقول شهيد.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد