هل يستدعي نصر الله الأسد للضاحية ؟

هل يستدعي نصر الله الأسد للضاحية ؟

27-05-2013 10:45 AM

 إذا كنت تعتقد أن العنوان أعلاه تهكمي فأنت مخطئ، فبعد خطاب زعيم حزب الله مساء السبت الماضي، فإن بشار الأسد هو من يحتمي الآن بحسن نصر الله، وليس العكس، فخطاب نصر الله كان انقلابا كاملا على الدولة اللبنانية، والمعادلة السياسية القائمة بالمنطقة، ومنذ تشكل حزب الله.

 
فقد أعلن نصر الله في خطابه الأخير لكل اللبنانيين، أنه الدولة، والدولة هو، كما أعلن لبنان محمية شيعية، وقسم المنطقة إلى فسطاطين، وعلى غرار ما فعله بن لادن، حيث اعتبر نصر الله أن هناك محور الولي الفقيه، الذي يتزعمه هو، ومحور من سماهم التكفيريين حلفاء إسرائيل وأميركا، والمقصود بالطبع سنة سوريا ولبنان والدول الإقليمية السنية، وتحديدا السعودية، والطريف أن نصر الله يقول في محاولة لإبعاد الشبهة الطائفية عنه وعن حزبه، إنه سبق لحزب الله أن شارك في "الجهاد" بالبوسنة دفاعا عن السنة، متناسيا أن من يصفهم الآن بالتكفيريين "نابشي القبور، وشاقي الصدور، وقاطعي الرؤوس"، بحسب تعبيره، هم من كانوا "يجاهدون" أيضا في البوسنة!
 
المهم أن انقلاب نصر الله وتقسيمه المنطقة لمحورين، وإعلانه أن إسقاط الأسد يعني طعنا لظهر "المقاومة"، كل ذلك يعني أن نصر الله ألغى حتى المعادلة السياسية التاريخية القائمة في علاقة الحزب بسوريا، فأيام الأسد الأب كان نصر الله مثله مثل أي سياسي "يدعى" إلى دمشق، بل و«يؤدب» إذا دعت الحاجة، اليوم اختلف الأمر، حيث بات حزب الله هو الحامي الرسمي والمعلن للأسد، وليس حتى إيران، فبحسب خطاب نصر الله فإن الأسد بحمايته، حيث لوح قائلا، أي نصر الله، إنه قادر بـ«كلمتين» على تحريك عدد أكبر من مقاتلي الحزب ومن دون الحاجة للدعوة الشرعية لـ"الجهاد" في سوريا! ومن شأن كل ذلك بالطبع أن يشعل الحرب الطائفية بالمنطقة، سواء بقي الأسد أو رحل.
 
ولذا فإن خطاب نصر الله كان بمثابة خطاب الانتحار، حيث زالت عنه شعبية من كانوا مضللين فيه، وبات الحزب الآن ملتحفا باللحاف الطائفي، ولا شرعية أخرى له، ولذلك كان الجزء الخاص بمخاطبة أنصار الحزب تغلب عليه اللغة العاطفية، و"الشحاذة" الشعبوية بنبرة تسولية عكس النبرة المتعالية التي تحدث بها نصر الله عن لبنان وسوريا، وحتى عن الأسد، حيث قال نصر الله، ثم استدرك: "يا عمي، الرجال بيعرض عليكم إصلاحات".
 
فهو لم يقل الرئيس، بل "الرجال"، ولذا فمن غير المستغرب الآن أن يقوم نصر الله باستدعاء الأسد للضاحية الجنوبية ببيروت ليقول له ما يجب فعله، وما لا يجب، وعلى غرار ما كان الأسد الأب يفعل مع بعض الساسة اللبنانيين، ومنهم حسن نصر الله نفسه الذي أشعل حريقا طائفيا بالمنطقة لن ينجو منه بكل تأكيد، طال الزمان أم قصر.
 
tariq@asharqalawsat.com


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

رهف القنون تثير غضب المتابعين بما قالته عن السعوديات

حوكمة شركات الصرافة في الأردن… ضرورة رغم التكاليف

بعد تصدرها الترند .. حفل زفاف عبلة كامل حديث الجمهور

إيقاف وإغلاق منشآت وإتلاف مواد غذائية منتهية الصلاحية .. تفاصيل

النشامى يضرب موعدا مع العراق في ربع نهائي كأس العرب

قصة حب معتصم النهار ونجمة أردنية تشعل المواقع .. صورة

إسرائيل تبلغ الأردن بعدم تسليم حصة المياه السنوية

المناطق المعرضة للأمطار الغزيرة نهاية الأسبوع

بعد سقوطها المروع .. نهاية مؤلمة لملكة جمال جامايكا

ترشيح البشت والكشري لقائمة اليونيسكو للتراث .. ماذا عن المنسف

اليونيسف: آلاف الأطفال والنساء يعانون من سوء التغذية الحاد في غزة

توزيع الكهرباء توظف تقنيات الدرون والذكاء الاصطناعي لتعزيز كفاءة التشغيل والسلامة

4 ملايين دولار تكلفة مشروع تغيير خط المياه الناقل بين البشرية والصفاوي

انفجارات تهز منطقة المزة بدمشق وقذائف مجهولة تسقط قرب المطار

الكويت ترسّخ دبلوماسية الحكمة في زمن الاضطراب