الصانعات المستورَدات (الخادمات)

mainThumb

02-06-2013 12:09 PM

نساء تطلي الأظافر وتتزيّن مع شروق الصباح وعند الغروب، وترسم أحداهن جلدها بألوان الربيع، وتخط الأحمر على شفتيها، وترسم جفونها بالسواد، وتكتسي ثوب النعومة وتلتصق بالهاتف النقال... وأخرى تجهد من تعب الحياة ولم يعد لها خاطر للابتسامة...

وأخرى أذلها شقاء الواقع وأصبحت تكتسي حلة الرجولة من مداومة العمل، وأهملت نفسها وعائلتها في سبيل كسب العملة... فيصبح استيراد صانعات المنازل غاية في الحداثة والضخامة و(..الرقي..)...

ربما صانعات المنازل (الشغالات) يمتزن بسحر الأنامل، ووجودهن في مجزرة المنازل كـ فلم ساحر بمجرد ضربة العصا يتحول المكان كـ زجاجة براقة تتغنى بالنظافة... ويمتزن بميزات متعددة تضاهي ميزات النساء العربيات كـ الاهتمام بالأطفال ومعاملتهم كالأمهات(..ولو كانت بصورة مشوهة..)، والرأفة بالمسنين والمسنات، عدا عن الطبخ ، وتنظيف السيارات، والتبضع من الأسواق، وتوصيل الأطفال للمدارس، فـ كوي الملابس أي عدة استخدامات...

يخال لي أن واحدة منهن تعمل كـ الريبوت الآلي، ولا يسمح لها بالاتكاء أو النوم والراحة والاستلقاء، ولا يحل لها التمتع بحقوق البشر أو المعاملة باحترام... ويتفنن مالكو الشغالات بشتى أنواع التعذيب والإهانات والضرب والشتم والذل والاستحقار... حتى إن الأطفال أصبحوا لا يحسنون التحرك والتجوال وابن تسع سنوات لا يذل نفسه بإحضار كوب ماء...

وما تلبث الصانعات أن تهيأ فرصة خروج الآباء؛ فتبدأ بعضهن بالتفنن بتعذيب الأبناء وإهانتهم وضربهم وسرقة المقتنيات... بعض  النساء -عند استيراد خادمة- تغفل عن امتلاك منزلها وأطفالها وحتى زوجها أي أنها تقاعدت وسلّمت الراية البيضاء...

وأصبحت العاملة تقتني دليل استخدام وأصبحت ماركة الصانعة (موديلها) من البرستيجات فهنالك الاندونيسيات (شرطها أن تكون فوق سن الثلاثين لأن عيونهم زايغات)، والأثيوبيات (يا عيني ع الأثيوبيات ماما بدالك يعني: منافسات قويات، وفلبينيات (ساعة بالدقة يعني اسم الله)، وبنغاليات (لسانهم طويل ومش شاطرات)، وهنديات (جيبوهم صغيرات كتير حبابات) فلا تختلف التسميات بتعدد العاملات.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد