جمال عبد الناصر وحزيران وكتبة المارينز

mainThumb

02-06-2013 02:02 PM

أيام معدودة تفصلنا عن ذكرى عدوان الخامس من حزيران يوليو الأليم عام 1967م وفي هذا الشهر سنرى كما تعودنا من كل عام كتبة المارينز الذين يكتبون  المقالات التي تركّز على ثقافة الهزيمة وتبشر بنهاية هذه الأمة التي وجدت لتبقى .

 ولكن بادئ ذي بدء أؤكد ما هو مؤكد بأن الزعيم العربي جمال عبد الناصر ليس بحاجة لمن يدافع عنه ولديه على الساحة المصرية والعربية إنجازات خالدة كالأهرامات الخالدة لا ينكرها إلا من هو مشكوك بقواه العقلية وبحاجة لمراجعة طبيب نفسي ، وهذه الإنجازات أو الأهرامات أبرزها وطنياً هي السد العالي الذي وصف بمعجزة القرن العشرين والصناعات الوطنية المختلفة كالحديد والألمنيوم وغيرها والأهم من ذلك إعادة مصر للمصريين بعد قرون طويلة سواء من حيث نظام الحكم ولا داعي لسرد من حكم مصر حتى قبل الميلاد وصولاً لفجر ثورة 23 يوليو المجيدة التي قادها الزعيم جمال عبد الناصر وأمم كل البنوك والشركات الأجنبية التي بعضها كان دولة داخل الدولة وعلى رأسها شركة قناة السويس .

وعلى الساحة العربية باستثناء نظام العبودية في الجزيرة العربية لا يوجد دولة عربية ليس بها ميدان أو شارع أو حديقة تخلو من اسم جمال عبد الناصر تكريماً له واعترافاً بفضله في دعم كل حركات التحرر وكنس الاستعمار من كل الوطن العربي وصولاً للقارات الثلاث أسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية .

قائد وزعيم بهذه المواصفات ليس بحاجة للدفاع فهو أحد صنّاع التاريخ وأحد أبرز ثوّار القرن العشرين وليس هناك بخمسينيات وستينيات القرن الماضي حركة أو ثورة تحرر ضد الاستعمار لا تجد بصمات مصر الناصرية عليها حتى أن أديب ومفكر كبير بوزن نجيب محفوظ وهو معارض لبعض سياسات الزعيم جمال عبد الناصر يقول " كنّا نعامل وكأننا دولة عظمى " وبرأيي المتواضع أن الكل أنصف جمال عبد الناصر وأزعم أن معارضيه بغبائهم السياسي أنصفوه أكثر من محبيه وعلى رأس هؤلاء تنظيم الأخوان الاسلامويون الذي أنشأه حسن البنا بموافقة بريطانيا لمواجهة الحركة الوطنية المصرية التي كان يقودها حزب الوفد برئاسة الزعيم الوطني سعد زغلول ، وتخندق هؤلاء ومعارضتهم القطعية لجمال عبد الناصر وتحميله مسؤولية كل إخفاقات الأمة فهذا شيء طبيعي من هؤلاء المفلسين وحتى الهزة الأرضية التي ضربت مصر في تسعينيات القرن الماضي وجدنا بعض الأخوان يقولون أن من أسبابها التمسك ببعض سياسات جمال عبد الناصر ، وعندما وصل هؤلاء للحكم فيما يسمونه بغزوة الصناديق لا يزال جمال عبد الناصر حاضراً في أذهانهم وهو ما دعا مرسي العيّاط في أول خطاب وجهه للشعب المصري أن يقول الستينيات وما أدراك ما الستينيات ، مع أنه كان المستفيد الأول من الستينيات وليزاود عليه أكثر ، القيادي في تلك العصابة المدعو عصام العريان أو عبد الله بن أبيه الجديد الذي حاول مد الجسور مع الصهاينة المفتاح السحري لدخول البيت الأسود بواشنطـن ولم يجد وسيلة إلا بالهجوم على جمال عبد الناصر وتحميلـه هجـرة ما يسمـى بيهود مصر الذين أغلبهم هاجر قبل قيام الثورة المصريـة المبـاركة في 23 يوليو المجيـدة وما تبقـى منهم كانوا يحملوا جنســــيات أجنبية كما قال الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل في حواره مع قناة ( CBC) الذي أدارته الإعلامية البارزة لميس الحديدي " إن ما تبقى من اليهود كانوا يحملون جنسيات أمريكية وبريطانية وفرنسية وسويسرية وقد غادروا مصر مع خروج آخر جندي بريطاني إلى حيث البلدان التي يحملون جنسيتها " ، وغباء عبد الله بن أبيه العريان بهذا التصريح الذي استقبله الصهاينة استقبالاً كبيراً بهدف استثماره كما قالت الكثير من الصحف العبرية للمستقبل وجعله ورقة ضغط سياسية لمساعدة الصهاينة بإلغاء حق العودة وتوطين اللاجئين العرب من الفلسطينيين وقد تستخدم تلك الضغوط لجعل مصر تدفع تعويضات لما قيل أنها أملاك يهود مصر ، وهذا منتهى الغباء السياسي وخاصة عندما يشهد شاهداً من أهله .

ورغم هذا الحقد ألإخواني على جمال عبد الناصر المعروف ولكن عندما أراد المدعو مرسي العياط الأخونجي الخروج للعالم الخارجي ومخاطبته لم يجد ما يرتديه إلا رداء جمال عبد الناصر سواء في المؤتمر الإسلامي أو مؤتمر عدم الانحياز أو الاتجاه للعرب شرقاً وأفريقيا وروسيا والصين وغيرهم وهذا دليل أن مصر طيلة القرن العشرين كان جمال عبد الناصر ولا يزال رمزها الوطني الأول ووجهها المشرق للعالم الخارجي ليس تابعاً لأحد ولم يأخذ أوامره من " انتوني ايدن " ولا من  " ايزنهاور " ولكن كانت بوصلته الشعب المصري والعربي كما هي معروفة سياسته .

أما كتبة المارينز الذين يحاولون بين الحين والأخر الغمز واللمز للزعيم جمال عبد الناصر تارة بوصفه للإلحاد والعياذ بالله رغم كل ما فعله باسم الإسلام ، وتارة أخرى بالشعارات التي دمرت مصر كما يزعمون ، والغريب في هؤلاء أن أغلبهم كانوا ناصريين حتى النخاع ومن بين هؤلاء الكاتب أنيس منصور صاحب كتاب " عبد الناصر المفتري " ولمجرد ذكر اسم المؤلف نعلم أن هذا الكاتب كان الصديق الصدوق للصهاينة باعترافه وعندما كان يسأل عن أفضل الدول لديه كان يقول بكل وقاحة سياسية " إسرائيل " وسياسياً كان هو مراسل السادات الخاص والمؤتمن على أسراره ومهندس خياناته وهو من سبق له أن وصف جمال عبد الناصر قبل رحيله بأوصاف أشبه بالقداسة .

ولهؤلاء ولأمثالهم نؤكد أن مرحلة جمال عبد الناصر في الخمسينيات والستينيات من أعظم مراحل نضالنا العربي والسنوات الثلاث الأخيرة من حياة القائد جمال عبد الناصر بعد حركة التصحيح تعتبر من أعظم مراحل حياتنا ونضالنا، حيث تمّت إعادة بناء القوات المسلحة ومن ثم تصحيح بعض الأخطاء وإعادة التسليح بأحدث الأسلحة وخوض حرب الاستنزاف التي اعترف قادة العدو بأنها أكثر الحروب خسارة لهم ووضع خطة العبور " جرانيت 200 " ولكل الحاقدين من كتبة المارينز واللا اسلاماويون نقول موتوا بغيظكم سيبقى جمال عبد الناصر زعيم الأمة والمدرسة العظيمة للأجيال القادمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها ولا نامت أعين الجبناء ولا العملاء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد