ما بين عيسى مدانات والأخوان المسلمين ؟!!

mainThumb

09-06-2013 01:33 PM

لا أعرف المناضل الأردني العريق عيسى مدانات بشكل شخصي وإن كنت التقيت به في مناسبات عديدة ومنها أثناء ترشحه للانتخابات النيابية عام 1989م ، وأذكر أنني وجهت له أسئلة في تلك المحاضرة وغيرها ولكن ليس هناك أي معرفة أو علاقة مع هذا المناضل العتيق خلافاً لرفيق دربه المناضل الكبير الدكتور يعقوب زيادين والذي تربطني به علاقة أعتز بها ولكن أود كتابة هذه الحادثة أو القصة لأن للتاريخ آذان وعيون كما تعلمنا من الحياة .

المناضل الكبير عيسى مدانات هو صاحب تجربة نضالية عريقة بالأردن ويعتبر واحد من الرموز الوطنية المعروفة وقد نجح في انتخابات 1989م باكتساح ذلك لتعطش شعبنا للإصلاح والتغيير المنشود خاصة أن تلك الانتخابات جاءت بعد الإطاحة بحكومة الرفاعي الأول نتيجة انتفاضة 17 نيسان المجيدة التي انطلقت من مدينة معان الأبيّة الصامدة وبالمناسبة لم يشارك أو يعتقل بتلك الانتفاضة أي من الأخوان المسلمين ومع ذلك حصلوا على نصيب الأسد في تلك الانتخابات، عشرون مقعداً في مجلس النواب واشتركوا بعد ذلك بحكومة السيد مضر بدران بخمسة حقائب وزارية لم يقدموا بها شيئاً يذكر .

وكان المناضل عيسى مدانات الذي نجح في تلك الانتخابات عن محافظة الكرك باكتساح، تربطه علاقة رفاقية مع الحزب الاشتراكي الإيطالي (الشيوعي سابقاً) الذي كان قد وصل للحكم في إيطاليا وكان هناك مشروع إيطالي لبناء مستشفى بالأردن كمساعدة إيطالية وقد توقف المشروع وتعثّر وذهب المناضل عيسى مدانات لرفاقه القدامى واستطاع أن يعيد إحياء تلك المنحة وبالفعل أقيم بالكرك المستشفى الذي عرف بعد ذلك باسم مستشفى الكرك الحكومي الذي يعالج به مئات المواطنين يومياً ، وهنا المناضل الوطني عيسى مدانات لم يجعل من المستشفى خاصاً ليدر دخلاً على الحزب الشيوعي الذي ينتمي إليه ولا مستشفى خاصاً يتقاضى أسعاراً رمزية للعلاج يستفيد منه أفراداً ولكن جعله مستشفى عاماً لكل المنطقة ومن يأتي إليها .

كما استطاع عمل مشروع البرومين في منطقة غور الصافي وهو المشروع الذي شغّل مئات الأيدي العاطلة عن العمل ، أما فوائده وما انتج ذلك المشروع للوطن يسأل عنه المختصين بالكيمياء ، هذا هو المناضل عيسى مدانات ابن مدرسة اليسار الأردني الوطني وأحد أقطاب الحركة الشيوعية في الأردن والعالم العربي .

ولنتأمل بالاتجاه الآخر ماذا قدّم دعاة التأسلم وقد جاءتهم أموالاً كثيرة والدليل المؤسسات الناجحة التي يديرونها ولكن كلّها تحمل أسماء تخصهم ولا اعتراض على ذلك ولكنها بالتأكيد ليست لكل فئات الشعب ولا يستطيع الوصول إليها إلا إذا هو قادراً مادياً رغم أنهم والحق يقال في المستشفى الإسلامي يقدمون بعض التخفيضات التي تصل إلى نسبة (17)% لمن هو مستحقاً وأنا بهذه المقارنة أحاول التذكير فقط بين من يعمل لفائدة كل الشعب وبين من يبني المؤسسات والإمبراطوريات الاقتصادية لدعم فكره السياسي ، وإن اتخذ من الدين شعاراً ولكنه يبقى شعاراً مجرداً بلا مضمون يشبه شعار النزاهة والشفافية في الانتخابات النيابية التي تجريها حكومات وادي عربة ، وكيف استطاع شخص يعمل لوطنه ولكل الفقراء وهو الذي كان مضطهداً ومطارداً ومعتقلاً لسنوات طويلة أن يبني هذا الصرح الذي استفاد منه الجميع ، فهل هناك مقارنة بين من يعمل من أجل الإنسان ووجوده وكرامته وبين من يبني لدعم إمبراطورياته الاقتصادية التي يبنيها من أجل الذات الضيقة التي لا تتعدى مصلحة الحزب والجماعة ولكن بالتأكيد ليس من أجل الوطن والشعب .

المناضل عيسى مدانات ورفيق دربه الدكتور يعقوب زيادين الذين افتقدنا وجودهم على ساحتنا الوطنية لأسباب كثيرة أبرزها العمر والظروف الصحية للرفيقين العزيزين ولكن أذكر هذه النماذج الوطنية التي لا تتكرر بصدقها وانتمائها للشعب الذي خرجت منه وللوطن الذي ناضلت من أجله وذاكرتنا الوطنية لن تنسى ما قدمه عيسى مدانات في خدمة وطنه خاصة أهل الكرك كما لا تنسى ذاكرتنا الوطنية نائب القدس العظيم الدكتور يعقوب زيادين طبيب الفقراء في القدس وعمان ولا أقصد بهذا المقال المقارنة بين من يفكر بأجل الذات ومن يفكر لأجل الوطن ، فالأول عكس الثاني الذي لا يتعدى تفكيره الأنا المرتبط برأس المال العالمي والذي لا يمثل في وطنه إلا مصلحة الـ(5)% من المحتكرين وهم رأس المال الذي يتحالف اليوم مع أي سلطة تخدم مصالحه ويجمعهم معه خدمة الرأسمالية العالمية وما هم إلا مجرد أدوات صغيرة .

تحية للزعيمين الوطنيين يعقوب زيادين وعيسى مدانات وبالتأكيد الذاكرة الوطنية ستسجل ما قاموا به وما قدموه من أجل الوطن في سجل الخالدين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد