عن فاتن حمامة مرة أخرى .. اضطرارا

mainThumb

19-06-2013 02:54 PM

حمل «البريد» يوم الاثنين على الموقع الإلكتروني لهذه الصحيفة تعليقا من قارئة في الأردن، مكتوبا بلغة جارحة، حول مقال «السيدة والدكتوراه»، تؤنبني صاحبته لأنني قدمت «المؤدّية» فاتن حمامة، التي تحركها أوامر المخرجين، على المفكر نعوم تشومسكي، والعالم شارل عشي.

إلى القارئة الكريمة، لله في خلقه شؤون. وأنا من المخلوقات التي تكتب على سجيتها، كما أنني لست من المخلوقات المعتدية؛ أنا لم أعتدِ على عالم أو مفكر. اخترت الكتابة عن «المؤدية» فاتن حمامة لما أدخلته من سكينة وعزاء لأجيال العرب. للنموذج الإنساني الطيب الذي زرعته في الأفئدة. لأنها كانت صورة عذبة علقت في ذاكرة مئات الآلاف من البشر في جميع بلاد العرب.

نعوم تشومسكي مفكر، فليفكر، وفكّري أنت معه. أنا اخترت للكتابة سيدة أوضحت ماذا تعني لي الحياة. أنا مشاعري أفاقت على صوت فاتن حمامة لا على فلسفات نعوم تشومسكي. أوضحت ذلك بكل صدق وبساطة وعفوية؛ قلت إن شخصيتها كانت رفيقة الحزن في طفولتي ويفاعي، هذا كان موضوع المقال. ولو كان موضوعه نعوم تشومسكي لقلت إنه رجل أقدِّر مواقفه تقديرا عظيما، وأعتبره مفكرا بلا أسلوب وبلا جاذبية ودون زملائه في هذا المجال، من أمثال إدوارد سعيد. ولو كان موضوعه شارل عشي، لقلت إنه إنسان رائع وعالم عظيم، لكنني أعرف الكثير عن تواضعه ولا أعرف شيئا عن علوم الفضاء ودوره فيها ومساهماته. أعتذر منك اعتذارا عميقا على هذا التقصير في معارفي، وطالما كتبت في هذه الزاوية أنني في الرياضيات لم أبلغ جدول الضرب.

نعود إلى «المؤدّية» فاتن حمامة. كنت أرجو من المرسلة الالتزام بقواعد وآداب المخاطبة. وأما «المؤدية» هذه فقد عرفها العرب، جميع العرب، بلقب «سيدة الشاشة» ولم يُعطَ إلى سواها من قبل أو من بعد.

لم توبخ هذه الزاوية يوما أحدا على رأيه أو مشاعره أو قدرته على التقييم. أنا عندي من يبلسم آلام الناس أفضل من كل فلاسفة الأرض ورواد الفضاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد