لست من أنصار المؤامرة ولكن .. !!

mainThumb

23-06-2013 02:23 PM

لست من أنصار القول المأثور أن التاريخ مؤامرة ولكن ذلك لا يمنع من المتابعة والتدقيق فيما تمر به أمتنا العربية من ظروف دقيقة تثبت وتؤكد وجود مؤامرات وليست مؤامرة وكلما فشلت واحدة كانت دوائر الصهيونية العالمية تحيك بالأخرى ولا شك أن اتفاقية سايكس بيكو لم تعد تناسب الوضع خاصة بعد سلسلة الهزائم التي واجهها العدو بعد انتصاراته المدعومة من كل شياطين الأرض عام 1948م ما عرف بالنكبة وعام  1967م ما عرف بالنكسة الأليمة وبعد ذلك فشل العدو بكل حروبه بدءاً من حرب الاستنزاف التي عقبت النكسة مباشرة وصولاً لعدوانه الأخير على غزة .

 

ولعلّ أول رئيس للعصابات الصهيونية " ديفيد بن غوريون " كان هو أول من استقرأ التاريخ وقال عبارته الشهيرة " أن قوة إسرائيل ليس في قنبلتها النووية ولا في أسلحتها المتطورة ولكن قوة إسرائيل بتفتيت ثلاث دول عربية أساسية في المنطقة وليست من إفرازات سايكس بيكو وهي مصر والعراق وسوريا " ، وتمكنوا من العراق بالاحتلال الغاشم عام 2003م وكان أول قرار اتخذه الاحتلال الإنجلوأمريكي الصهيوني حل الجيش العراقي وقد كان.

 

أما سوريا ومصر شركاء نصر اكتوبر المجيد فقد تكفلت أمريكا بواسطة عملائها من المتاجرين بالدين عمل استنزاف للجيش السوري في حرب لا زالت مستمرة حتى اليوم أسموها زوراً وبهتاناً بالثورة ، بعد أن تمكنوا قبل ذلك من السيطرة على مصر بكامب ديفيد وبعد أن انتهت صلاحية نظام كامب ديفيد دعموا عملائهم من المتأسلمين ومكنوهم من الوصول لهرم الدولة في عملية ابتزاز حقيرة للشعب المصري عندما خيّر بين نارين استمرار نظام كامب ديفيد كما هو أو صعود ما يسمى بالإخوان المسلمين  ، واختاروا الشعب المصري الإخوان مجبراً على ذلك ليثبت بعد ذلك بالدليل القاطع إن الإخوان أسوأ من نظام كامب ديفيد وفشلهم الذريع اليوم وتخبطهم السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني وتفضيلهم مصلحة الجماعة أو العصابة على مصلحة الدولة العليا التي يتحدثون باسمها الأمر الذي أجبر الشعب المصري المسالم بطبيعته على الخروج عليهم وتحديهم بمسيرات ومظاهرات شبه يومية والموعد الأكبر سيكون ثلاثين حزيران يوليو الجاري ، وقد تمكنوا من سرقة الدولة اقتصادياً ويعملوا على إكمال المخطط الصهيوني لتقسيم مصر ولكن ثقتنا بالله أولاً وبشعبنا المصري إن هؤلاء المتأسلمين سيخسرون المعركة كما خسر العميل المتستر اوردوغان معركته وإن كان ظاهرياً قد ربح كما يخيل للبعض ولكن لا شك أن شرعيته ضربت كما ضربت ملايين المصرين ما تبقى من شرعية المدعو محمد مرسي العياط وسقطت ولم يبقى إلا سلطة الأمر الواقع أي نظام حكم بالإكراه لا يمثل إلا فصيل من المصريين الأمر الذي يهدد بكارثة إذا لم يجري إزالة هذا الكابوس الذي للأسف عمل على تحقيق مقولة " ابن غوريون " بعد أن نجحت بالعراق ومصر بنظام كامب ديفيد .

 

والإخوان هم الوجه الآخر لنظام كامب ديفيد ، فالأول بكل كوارثه أخف مصيبة من الآخر أي  من الإخوان ولمن لم يعرف أن أمريكا طلبت من حسني مبارك إقامة قواعد لها في البحر الأحمر وللأمانة والتاريخ إنه رفض ذلك وتكرر الطلب لمرسي العياط الذي وعد بدراسة الأمر وعلى هذا الأساس تمكنوا من تمرير دستور سيده المرشد ومكب الإرشاد وزيارة السفيرة الأمريكية قبل أيام ولقاءاتها بالمدعو خيرت الشاطر وتأكيدها دعم أمريكا لمرسي وعصابة التأسلم لإكمال المخطط وهاجمت بقوة حركة تمرد واتهمتها بالخروج عن الشرعية كما قالت كون قادة الحركة رفضوا وصاياها وحتى لقاءها .

وسؤالنا من هو خيرت الشاطر وماذا يمثل في الدولة المصرية وما موقعه وبأي صفة يتكلم عن الشعب المصري أسئلة تدل على سياسة الإخوان وارتباطهم الوثيق مع الولايات المتحدة الصهيونية التي بدأت تحاور كل عملائها المتأسلمين بما في ذلك حركة طالبان في أفغانستان التي فتحت لها سفارة بدويلة قطر المحتلة للاتصال مع الأمريكان وربما لجلب إرهابيين للقتال في سوريا بعد أن قتلت أمريكا معظم قادة تلك الحركة من المحافظين الأمر الذي يثبت أن المؤامرة الأمريكية لم تتوقف بعد فشل عملائها بسوريا وحصارهم في مصر ، ولعلّ مناورات العميل المتأهب التي يسمونها الأسد المتأهب التي أجراها الجيش الأمريكي بالأردن وانتهت الأسبوع الماضي تثبت تورط أمريكا في كل ما يحدث في سوريا ودعم الإرهاب هناك ونتسائل ماذا يعني تواجد المقاتلات الأمريكية على الأراضي الأردنية بعد انتهاء ما يسمى بالأسد المتأهب ( العميل المتأهب ) وماذا يعني إبقاء تلك الطائرات ونصب تبطاريات باتريون .

علينا أن نكون حذرين ومتيقضين لأن مؤامرات الأعداء ودسائسهم لم تعدى تخفى على أحد والأهم من ذلك طابورهم الخامس المرتدي لقناع الدين التي لم تكشفه بشكل واضح أمام غالبية الشعوب إلا الأزمة السورية والاصطفاف الواضح للتيار المتأسلم مع أمريكا وكيانها الصهيوني والأنظمة العميلة التي تدور بالفلك وبقي أن نقول أن التاريخ ليس مؤامرات وهذا صحيح ولكن المؤامرات موجودة  بالتاريخ وعلى أمتنا اليوم أصبحت على المكشوف .

رحم الله القائد الفلسطيني الشهيد كمال ناصر الذي تنبأ في مطلع سبعينيات القرن الماضي بما يحدث اليوم وكأنه يرى بعين زرقاء اليمامة عندما قال عبارته الشهيرة (سيأتي يوماً على هذه الأمة تصبح الخيانة والعمالة وجهة نظر) ولا عزاء للصامتين .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد