نظام الفترتين الخيار الاسوأ

mainThumb

24-08-2013 03:17 PM

طالما تشدقت  وزارة التربية والتعليم بأن أحد أهدافها الرئيسة  هو  التخلص من نظام الفترتين في المدارس الحكومية  الأردنية ( الدوام الصباحي و المسائي ) ، لكنها  عادت هذا العام و بقوة وعلى لسان المسؤولين فيها بتحويل بعض هذه المدارس  في العديد من مدن المملكة الى نظام الفترتين, و من الأهمية بمكان القول منذ البداية ان العودة لنظام الفترتين عودة الى الوراء وبدلاً من ان نتخلص من مشكلات قائمة عدنا لبعث الحياة في مشكلات اعتقدنا اننا على طريق التخلص منها  ، و من المفيد أيضاَ بأن نذكر بأن حوالي تسعين بالمائة من مدارس الأونروا في الأردن تعمل بنظام الفترتين ،  حيث لا يتيح هذا النظام المجال للقيام بالأنشطة اللاصفية المناسبة ، لكن يبدو بإن هذا النظام مطبق بشكل أكثر فعالية في مدارس الأونروا من حيث تخصيص وقت متوازن من التعليم و التعلم حيث تقتصر العطلة الأسبوعية على يوم واحد ( يوم الجمعة) ، وذلك لتعويض اليوم الدراسي القصير، و من الجدير بالذكر بأن الأونروا تعمل على إدارة وتشغيل 172 مدرسة في الأردن تقدم فيها التعليم الأساسي من الصفوف الأول وحتى العاشر ويدرس فيها ما يقارب من 117000 طالب وطالبة.


من المسؤول عن اتخاذ هذه القرارات  ؟ أقول و بصراحة مطلقة بأن  المسؤولية لا تقع على الإدارات التعليمية في مديريات التربية و التعليم المنتشرة في محافظات المملكة المختلفة ، كذلك لا تتحمل وزارة التربية  و التعليم وزر ذلك ، بصراحة الذي يتحمل مسؤولية ذلك كل من له ضلع في التخطيط في الحكومة حيث  فتحت ابواب مدارسنا  لأعداد كبيرة من غير الاردنيين ودون تخطيط او ترتيب أو تنظيم ،  فالكرم السياسي و الإنساني والتضامن مع الآخر يجب ان لا يكون على حساب الذات, ويجب ان يصاحبه و يرافقه  تهيئة و اعداد وتحضير و  تنظيم و وتوفير المتطلبات اللازمة و الأساسية دونما أي تأثير على العملية التعليمية التعلمية ، حيث كان يمكن الحاق الطلبة الأشقاء في المداس الخاصة حيث  يوجد فيا متسع خاصة في ظل هجرة أعداد كبيرة من الطلبة الأردنيين إلى المدارس الحكومية.


يعرب أولياء أمور الطلبة في المدارس ذات الفترتين عن خوفهم وقلقهم من تاخر أبنائهم في الفترة المسائية في العودة لبيوتهم  و خاصة في فصل الشتاء حيث  يكون الليل قد أرخى سدوله ، و حيث
 تبدأ الشمس في المغيب حوالي الرابعة والنصف مع التوقيت الشتوي ،  وتبدأ الفترة الصباحية قبيل الساعة السابعة صباحا وحتى الساعة الحادية عشرة والنصف صباحا، بينما يبدأ دوام الفترة المسائية من الساعة الحادية عشرة والنصف وتمتد الى الخامسة والنصف.  كل ذلك يتم على حساب أمور تربوية منها تقليص  زمن الحصص ( 35 دقيقة لكل حصة في المرحلة الأساسية و 40 دقيقة في المرحلة الثانوية )  وإلغاء الخمس دقائق بين الحصص ، كما هناك عدة معضلات  و مشكلات تواجه الفترة المسائية كقلة الانارة ، وكثرة الاباء والامهات الراغبين بأخذ بناتهم قبل انتهاء الدوام ، وانعدام التدفئة ، والاهم القلق على الطالبات في الظلام وخاصة ان العديد من المدارس داخل المدن  تقع  ضمن شوارع فرعية ومظلمة.


و يؤكد كثير من التربويين بأن الفترةَ المسائيةَ تكون أقل من الناحية  الإنتاجية التربوية  سواءٌ للطالب  أو المعلم  ، لأن المواد الدراسية تتطلب أن  يكون الطالب والمعلم  في قمة النشاط والهمة  ، وهذا ما لا يتوافَر في هذا الوقت، علاوة على طبيعة  دوام المؤسسات الحكومية وخاصة التعليمية ، والتي تغلق أبوابُها بعد الثالثة  ، وبالتالي ستترك  هذه المدارس  بعد هذه الفترة بدونِ رقابة خارجية.


العودة الى نظام الفترتين هو الخيار الاسوأ حتى وفق خطط وزارة التربية و التعليم , والافضل هو إلزام  الطلبة غير الأردنيين في الالتحاق بالمدارس الخاصة , و استئجار وفتح مدارس جديدة حتى لو كانت صغيرة بالنسبة للأردنيين  لاستيعاب الجدد والعبء الاضافي, وعلى الحكومة ان توفر المخصصات اللازمة لهذا بدلاً من ان يبقى الطلبة والمعلمون والمعلمات والاطفال حتى الساعة الخامسة مساء او ليلا في الشتاء, فضلا عن الآثار التعليمية السلبية  لهذا النظام ، و في الختام أقول بأن  كل الخطط الطموحة  والاستراتيجيات التي يتم الحديث عنها في وزارة التربية و التعليم   لن تحقق المراد اذا كانت الظروف الطارئة قادرة على ارباك الوزارة والمعلم والطالب ، فمن يعجز عن مواجهة الطارئ لن يكون قادرا على اجراء اصلاحات تربوية كبرى.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد