ثورة الفاتح العظيم وأيام القذافي

mainThumb

01-09-2013 02:04 PM

بادئاً ذي بدء أقول أنني كنت من الذين لهم الكثير من الملاحظات والمآخذ على حكم الزعيم العربي الليبي معمر القذافي قائد ثورة الفاتح العظيم التي تمر ذكراها اليوم ومن هذه الملاحظات إبعاده لمعظم رفاقه من رجال ثورة الفاتح العظيم وثم تدخل أبنائه بالحكم من مظلة والدهم وكانت ثورة الفاتح التي قادها القذافي وقامت ضد الملكية والرجعية أصبحت تحاول وكأنها تقلد ما سارت عليه وثم تلك الهالة والألقاب التي رافقت العقيد الشهيد معمر القذافي مثل ملك ملوك أفريقيا ووإلخ ، وهي ما كان معمر القذافي الثائر يرفضها تماماً ، ولكن ورغم كل ذلك نشهد لله إن هذا الزعيم العربي الكبير الذي نحتسبه شهيداً عند الله قد دفع ثمن مواقفه القومية الأصيلة المنحازة لقضايا أمته وشعبه ويكفي أن نذكر أن ليبيا أصبحت في عهده يحسب لها ألف حساب .

ثورة الفاتح العظيم وقائدها معمر القذافي انطلقت في الأول من أيلول/سبتمبر عام 1969م وكانت ليبيا في ذلك الوقت مستعمرة غربية لأمريكا وإيطاليا وبريطانيا ، واستطاع معمر القذافي الشاب ابن الـ(27)ربيعاً في ذلك الوقت أن يقوم مع مجموعة من رفاقه ووقف خلفهم كل الشعب الليبي مؤيداً بثورته المباركة وأن تكون أول أعمال ثورة الفاتح العظيم إغلاق القواعد الغربية جميعها وهي نفس القواعد التي كانت دولة داخل الدولة  والمعروف أن بعض طائرات العدو الصهيوني انطلقت من تلك القواعد في حرب حزيران/يوليو عام 1967م وقامت بالعدوان على مصر الشقيقة ، وربط العقيد معمر
 
القذافي رحمه الله وبوعي قومي كبير ثورة الفاتح مع ثورة 23 يوليو المجيدة وكانت قدوته هو ورفاقه في ثورتهم المباركة الزعيم العربي الكبير جمال عبد الناصر ، وأعلن العقيد الشهيد معمر القذافي منذ اللحظات الأولى من ثورته أهدافه الوحدوية وإنه قام بالثورة ولديه الاستعداد الفوري للتنازل لجمال عبد الناصر من أجل الوحدة مع مصر والسودان بعد ثورة الأخير التي قادها جعفر النميري وأعلن هو الآخر إنه على نهج عبد الناصر وإن كان كاذباً وعميلاً وهذا ما كشفته الأحداث اللاحقة بكل أسف .

أما العقيد الشهيد معمر القذافي فقد بقي يقاتل حتى آخر نفس في حياته من أجل القومية ووحدة الأمة وكان أول وأكثر الساخطين على وضع الأمة العربية ولذلك لجأ من أجل طلب القوة التي هي عماد الحياة للوحدة الأفريقية ليس لأنه كفر بالعروبة ولكن اقتداءً بالقائد المعلم جمال عبد الناصر الذي هو من أسس الاتحاد الأفريقي وذكر بكتابه الشهير فلسفة الثورة أن مصلحة مصر ضمن ثلاث دوائر وهي العربية والإسلامية والأفريقية وكانت هذه أيضاً نظرة القذافي رحمه الله خاصة بعد أن أصبحت قيادة الأمة العربية بكل أسف منذ رحيل جمال عبد الناصر في الرجعية النفطية بقيادة نظام آل سعود الوهابي الصهيوني العميل وكان للقذافي وثورته المجيدة الفضل الأول في دعم كل الدول العربية الشقيقة حيث امتد فضله لدعم كل الفصائل الفلسطينية التي رفعت البندقية كشعاراً لها في الصراع مع العدو الصهيوني ، وفي حرب اكتوبر وبشهادة كل القادة والمفكرين المصريين كان أكثر السلاح المصري إذا لم يكن جميعه قد تمّ شراءه بأمر من قائد ثورة الفاتح العظيم معمر القذافي كهدية لمصر في عهدي جمال عبد الناصر وأنور السادات رحمه الله الأول وجازى الثاني على نيته وما يستحقه ، وبعد وقبل ردة السادات رفع العقيد الشهيد معمر القذافي شعار الوحدة العربية وطلبها في كل مكان قولاً وعملاً ولكن للأسف أن وعي الأمة بهذه القضية الأساسية المركزية لم يكتمل بعد ومثلاً الجميع يشتم اتفاقية سايكس بيكو ويتمترس خلف استحقاقاتها وبراميلها التي قسمت الأمة بين شيعة لعلي وأنصاراً لمعاوية ابن هند ، رغم الحقائق التاريخية الدامغة التي تثبت أن الوحدة يمكن تحقيقها وكل العوامل الأساسية لها موجودة وقد تحققت في الكثير من أقطار العالم حتى في القارات الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي رغم كل ما يفصل بينهما من فوارق .

نتذكر اليوم ثورة الفاتح العظيم والشقيقة ليبيا تعاني من الحرب الأهلية والقتل على الهوية وشبه انهيار تام لكل مؤسسات الدولة التي بناها القذافي وهذا هو المخطط الذي قاومه العقيد الشهيد معمر القذافي ورفاقه وجيشه البطل وأبنائه وكل أحرار ليبيا حتى اليوم الذي للأسف كان الإعلام الناطق بالعربية يسميه بجيش القذافي ، ما تعرضت له ليبيا وكل الأمة العربية توقعه العقيد الشهيد معمر القذافي منذ احتلال العراق وإعدام قيادته الشرعية وعلى رأسهم الرئيس الشهيد صدام حسين وبقي أن نقول أي مزبلة بالتاريخ ستقبل بالإعراب المرتدين وبعضه الخونة من رفاقه الذين تم شراء ضمائرهم أمثال شلقم وغيره ومنذ البداية قلنا أن في ليبيا مؤامرة وليس ثورة واتهمنا حينها إننا من أنصار الطغاة من الأنظمة العربية وإلخ .

واليوم واقع ليبيا ونهب ثرواتها يثبت أن كل ما كنّا نقوله نحن وغيرنا كان صحيحاً وهو ما أكده قبل مدة ليست بعيدة رئيس وزراء إيطاليا بيرلسكوني وهو أحد أطراف العدوان على ليبيا عندما قال (( لم يكن في ليبيا ثورة ولكن فرنسا أرادات تغيير القذافي وأيدتها أمريكا)) بقي القول أن ثورة الفاتح العظيم كانت ثورة شعب قامت من أجل الشعب وقائدها العقيد الشهيد معمر القذافي كان يشكل كابوساً للحكام العرب الرجعيين ولا غرابة أن الفئران والجرذان هي أول من هاجم ليبيا مع الناتو حتى استشهاد القذافي وكانوا تحت قيادة أعداء الأمة وحماة بني صهيون .

رحم الله العقيد الشهيد معمر القذافي وكل الشرفاء من رفاقه وأبناء الشعب الليبي وستنهض ليبيا المختار ليبيا القذافي ليبيا الشهداء وستزيل كل هؤلاء الخونة المأجورين وسترجع ليبيا كما كانت حرة عربية ولا نامت أعين الجبناء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد