ماذا يحدث في مدارسنا ؟

mainThumb

08-09-2013 10:38 AM

بدأ العام الدراسي و بدأت المدارس تستقبل الطلاب و تفتح أبوابها  للجميع ، طلبةً و معلمينَ،و مع نهاية عامِ 2013و بدايِة عام 2014اعتقدنا أن العديد من الظواهر السلبية في مدارسنا قد اندثرت على مرّ الزمن.


و بعد أن غزا الغرب القمر لازال القملُ يغزو رؤوس طلابنا في المدارس ،و لا تزال هذه الظاهرة حية لم تموت،ويبقى السؤال لماذا ؟


لماذا لاتزال هذه الظاهرة متواجدة في مدارسنا الحكومية و كذلك المدراس الخاصة.


هل لا زالت مسألة النظافة الشخصية من الأمور الصعبة التي لا تستطيع بعض اﻷمهات السيطرة عليها  وتبقى هذه المسألة ترتبط بالأمور المادية للأفراد.


إن بعض الأمهات اللواتي يضعن أبناءهن في المدارس الخاصة يتركن مسألة نظافة أبنائهن تقع على عاتق الخادمة للتتفرغ الأم لعملها أو لزياراتها النسائية أو أنها من النساء اللواتي يُطلن في السّهر فلا تستطيع أن تستيقظ باكراً لتشرف على نظافة أبنائها و تترك المهمة للخادمة و هذه الخادمة أحياناً تكون من ديانات غير مسلمة لذلك فهي لا تهتم بمسألة النظافة فيذهب هؤلاء الطلاب إلى المدرسةِ بحالٍ يرثى لها.


  أحياناً نجد بعض أبناء الفئات الفقيرة يأخذون الدرجة الأولى في النظافة و نجد أمهاتهم أكثر التزاماً في تطبيق أقصى وسائل النظافة و حماية رؤوس أبنائهم من هجوم القمل الساحق ،و كذلك فهنّ أكثر حرصاً على نظافة أبنائهنّ البدنية،  فمسألة النظافة إذاً لا تتعلق بالأمور المادية و ليست مرتبطة بمدى فقر أو غنى الأفراد .
لكننا لازلنا نستصرخ ونقول حافظو على نظافة أبنائكم أيها الأباء فليست بالمسألة الصعبة و لكنها تحتاج إلى المثابرة من قبل الأم حتى تظل متابِعة لنظافة أبنائها فقد تزول هذه الظاهرة مع مطلع القرن الثاني والعشرون .

ظاهرة أخرى تستحق الطرح وهي الأعداد الحاشدة في المدارس الخاصة و الأسباب التي تدفع أولياء الأمور لتسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة .


السبب الأول ليحظى الطلاب بفرصةٍ تعليميّةٍ أفضل من المدارس الحكومة ، و مع ذلك أنا أرى أن التعليم هي صفة مرتبطة بطبيعة المعلم نفسة و ضميره المهني ، فإن كان المعلّم يمتلك الضمير الكافي فهو سيكون معطاءً، سواءً أكان يعمل في القطاع العام أو الخاص .قد تكون المدارس الخاصة مهيئة بعض الشيء من حيث توفير أجواء مناسبة للطلاب من حيث بعض وسائل الترفيه غير المتوفرة في المدارس الحكومية وكذلك يتوفر فيها التكييف في الصيف و التدفئة اللازمة في الشتاء و غيرها من الأمور الضرورية .


هذه النقطة مهمة للغاية فأحيانا الجهات المختصة تغض النظر عنها و تعتبرها من الكماليات مع أنها تعتبر من أهم الأسباب التي تساعد الطالب على الإستمرار في تحصيله العلمي ، نحن بدأنا القرن الحادي و العشرين وكان أملنا ان تُفنى جميع السلبيات من مدارسنا الحكومية فيما يتعلق بالتهوية الجيدة للصفوف ، و الإضاءة المناسبة ، و عدم استقبال أعداد من الطلاب فائضة عن سعة الصفوف
مع جميع هذه الأعداد الحاشدة من الطلاب  نطالب المعلم  أن يعتني بهم جميعاً نلومه على التقصير في بعض الأحيان، قبل أن نبدأ باللوم يجب أن نوفر ما يلزم للمدرسين و الطلبة .


وعودة إلى المدارس الخاصة التي تستقبل أعداداً هائلة من الطلاب لغايات الكسب المادي و أحيانا لا تقدم امتيازات أكثر مما تقدمها المدارس الحكوميّة فلماذا يتجه أولياء الأمور لوضع أبنائهم في الخاصة؟


بنظري أرى أن المدرسة تتقدم و تتطور بإدارتها فإن كان مدير المدرسة يسعى ليرتقي بمدرسته فإن هذه المدرسة ستصل إلى درجة متميزة من التقدم ، و إن كان مدير المدرسة جُلّ ما يشغل تفكيره هو توجيه الإنتقادات للمدرسين و العاملين في المدرسة فإنه سيبقى غارقاً في بحر الروتين و لن يتطور ولن يُطوّر مَنْ حَولهُ .


كم من مدارس حكومية صغيرةً بحجمها وفقيرةً بإمكانياتها ولكنها تعتبر غنية بكادرها من حيث  النظام و النظافة و تقديم التعليم المميز للطلبة ، وكم أشعر برغبة عارمة بأن تقدِّم الجهات المختصة الدعم اللازم لهذه المدارس حتى تُصبح من ضمن المدارس النموذجّية ، الأردن تعتبر من أولى الدول التي تُصدّر موارد بشرية متميزة للخارج ، لذلك نحن بحاجةٍ إلى الإهتمامِ بمدارسنا و مبانيها و بخدامتها ، فالطلاب و المعلمين يقضون معظم وقتهم في هذه المباني لذلك يجب أن نوفر لها البناء السليم و التهوية الجيّدة و التدفئة المناسبة في الشتاء و هذا يقع على عاتق وزارة التريبة و التعليم أتمنى أن تصل هذه الرسالة إلى الجهات المعنية بالأمر فالغاية هي التطوير و الإرتقاء حتى يتم تصنيفنا من ضمن الدول المتقدمة لذلك لن نغفل عن طرح المواضيع اللازمة لتحديد بعض السلبيات و تسليط الضوء عليها حتى نضمن انها بدأت بالفَناء نهائياً من مدارسنا في كلا القطاعين العام و الخاص.


و دمتم سالمين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد