حكومات الأصفار ومنتخبنا الوطني

mainThumb

17-11-2013 09:16 AM

النتيجة التي حصل عليها منتخبنا الوطني في مباراته الأخيرة أمام فريق الأوروغواي خمسة مقابل لا شي ليست غريبة أو مفاجئة ، بل كانت نتيجة طبيعية لحكومات الأصفار التي تعاقبت على الوطن منذ الانقلاب على انتفاضة 17 / نيسان المجيدة عام 1989م التي ثار بها الشعب على حكومة فاسدة وأطاح بها ، وبعد ذلك عاد رئيس تلك الحكومة ليتصدر الواجهة والمشهد  ويصبح حكيم الحكماء وابنه المحروس أصبح رئيس وزراء ، وكأن ذلك تحدياً للشعب واستهانة بارادته وكرامته وبعد ذلك تعاقب على الدوار الرابع كل الخائبين والفاشلين وقانصي الفرص باسثناء حكومة القاضي الدولي عون الخصاونة الذي للأمانة وللإنصاف ورغم كل الخلاف معه لم يقبل على نفسه أن يكون ديكوراً لمؤسسة الفساد والإستبداد .
 
النتيجة التي حصل عليها منتخبنا الأردني كانت نتيجة طبيعية جداً ومتوقعة وإن شكلت صدمة لاؤلئك الطيبين من أبناء شعبنا الذين أصبحوا يبحثوا عن أي أمل لهذا الوطن ولو كان من خلال النجاح بلعبة كرة القدم ولكن للأسف النظام الذي أدمن الأصفار بكل شيء وأوصل الوطن والمواطن لهذه النتيجة هو وحده من يتحمل النتيجة وليس معقولاً أن يفشل بكل شيء حتى في أبسط حقوق الإنسان ثم يأتي لنا بكأس الكرة وهذا مستحيل وضد حركة التاريخ وحقائق الأشياء.


 حكومات الأصفار وآخرها حكومة النسور لم نكن نتوقع منها إلا الأسوأ بكل شيء كما أن النجاح حتى بالكرة لا يحققه الفاشلون المتسلطون على رقاب الشعب الذي فجأة بالمباراة الأخيرة ملأوا الدنيا ضجيجاً وقاموا بجمع التبرعات من هنا وهناك ورأينا الكرم الحاتمي لبعض شهود بحجة دعم منتخبنا الوطني ، ومشت تلك المسرحية على كثير من البسطاء الذين بعضهم ربما تبرعوا بأبسط الأشياء على قدر إمكانياتهم لأجل أن يتحقق للوطن ولو إنجازاً واحداً حتى وإن كان في عالم الكرة ولكن هيهات هيهات أن ينجح الفاشل وهذه النتيجة المؤسفة للوطن لا يتحملها المنتخب الوطني وحده ولكن هي نتيجة طبيعية لكل حكومات القهر والإرهاب ويتحملها النظام وأجهزته وأدواته التي لم تتفنن وتتقن إلا بيع الأوهام والبطولات المستهلكة بالكلام ، وعندما نجد السفير الأمريكي أو المندوب السامي لا فرق هو من يسوق للمنتخب الوطني نشعر ونعلم أن هناك شيء في أعلى الرأس قد تعطل ولذلك لم تكن النتيجة مفاجئة لأحد على الإطلاق .


الولايات المتحدة والغرب عموماً لم يتقدموا في كل ميادين الرياضة المختلفة وعلى رأسها كرة القدم إلا بعد أن تقدموا في حقوق الإنسان وأقاموا دولهم على أساس روح القانون في ثوراتهم عبر التاريخ وأصبح دساتيرهم من المقدسات التي تحمي حق الوطن والمواطن في بلادهم وتقدس خصوصيته وإنسانيته حتى عندما كانوا يلجأون لطرق عنيفة لأخذ اعترافات من بعض المعتقلين خاصة في قضايا الإرهاب كانوا ينقلوا ضحاياهم المتهمين سواء بالحق أو بالباطل للدول الديكتاتورية المحكومة بالقبضات الأمنية التي تدور في فلكهم وعلى رأسها الأردن .


 ونحن عندما ننجح في احترام إنسانية الإنسان في وطننا وينظر للمواطن بأنه مواطن له حقوق وعليه حقوق للوطن حينها نفكر في عالم الرياضة وكل الأمور الترفيهية ، والغرب على رأسه أمريكا لم ينجحوا في الترف الفكري والاجتماعي إلا عندما نجحوا بالأساسيات ومن كان يتوقع غير هذه النتيجة التي حصل عليها منتخبنا الوطني مؤكد أنه لا يعيش في عالم الواقع حتى ولو نجحنا في كأس العالم بمعجزة تشبه معجزة المسيح عليه السلام وأفقنا من فرحة الفوز لعالم الواقع حيث اقتصاد يتدهور ووطن تباع مؤسساته وأراضيه ومواطن مهمش وخارج كل معادلة الحكومة والنظام .


وبعد ما أبلغ العظيم المهاتما غاندي حكيم الهند وقائدها التاريخي عندما قال " إن النجاح الحقيقي هو النجاح الداخلي ولن تنجح خارجياً إذا لم تكن ناجحا من الداخل لأن الداخل هو الأساس والنجاح الحقيقي يبدأ من هنا من الداخل " ولا عزاء للصامتين وكتبة السلاطين  .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد