إبداعٌ ملكي .. ودبلوماسيةٌ ناجحة

mainThumb

10-12-2013 10:57 AM

كانت الأردن على موعد تاريخي يوم الجمعة الماضية مع التصويت بالأغلبية الساحقة للفوز بعضوية مجلس الأمن الدولي عن مقعده الشاغر غير الدائم، وحصلت على أصوات 178 دولة من أصل 183 دولة حضرت الإجتماع وشاركت بالتصويت. وقد كان هذا الفوز يعني الكثير لدولةٍ بحجم الأردن، سيما وأنها تتولى هذا المقعد للمجموعتين العربية والآسيوية والمحيط الهادي مع مطلع العام المقبل ولمدة عامين.


وقد عكس هذا الفوز للأردن مدى التقدير الكبير والاحترام الذي يحظى به جلالة الملك عبدالله الثاني من قادة العالم ومؤسساته السياسية، وللمكانة الدولية التي وضع بها جلالته الأردن بين الدول المتقدمة، سيما بعد أن أقنع كل العالم، وبكل أطيافه، بأننا في الأردن قد سبقنا الربيع العربي، وتجاوزنا عقدته العنفية الى الإيمان بالتغيير التدريجي وعلى أسس زمنية بسبب سياسة الإنفتاح، وإرادة التغيير الذاتي الموجودة في طبيعة النظام الأردني الذي يرتكز على قواعد ثابتة تتمثل بالقيادة الهاشمية الملهمة والوسطية والإعتدال والأسرة الأردنية الواحدة من شتى المنابت والأصول.

ويعكس هذا الإجماع أيضاً احترام العالم للأردن ومواقفه المتزنة الثابتة، ورؤيته الثاقبة، ونواياه الصادقة والجدية لحل الأزمات التي تعصف بالمنطقة، ولأن الأردن يحتل مكانة كبيرة بين دول العالم كونه يمثل صوت الحكمة والاعتدال في منطقة الشرق الأوسط التي يجتاحها شبح التطرف والتفكك والإرهاب. ويبرهن كل ذلك على اعتراف المجتمع الدولي بسعي المملكة الدؤوب لإرساء منظومة الأمن والاستقرار الدوليين، انطلاقاً من مساهمة قوات حفظ السلام الأردنية الفاعلة والمؤثرة في مناطق الصراع في العالم.

إننا مؤمنون أيماناً قاطعاً، أن الأردن من خلال فوزه بهذا المقعد غير دائم في مجلس الأمن، يؤكد على التزامه بدعم القضايا العربية والإسلامية والدولية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي نعتبرها مصلحة أردنية عليا، وسيدفع لإنجاح الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف 2 الخاص بالأزمة السورية كون الأردن معني بشكل أساسي بحل هذه المشكلة سياسياً. ولن يتوانى بحكمته وإرادته التي تتجاوز حدوده عن دعم كل الجهود الرامية الى مساعدة دول المنطقة في سعيها لتجاوز مشاكلها سواءاً على المستوى المحلي أو الدولي.

ولا بد أن تكون هذه المناسبة من المناسبات السعيدة لكل الأردنيين، لأن الفوز بهذا المقعد والعودة الى مجلس الأمن مرةً ثالثة، ما هي الأ تتويج للخبرة الأردنية على أرض الواقع، وأن هذا الإبداع الملكي الذي يتحلى به جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وهذه الدبلوماسية الأردنية الناجحة جديرة بالاحترام من قبل كل الأردنيين، كما تم تقديرها من العالم أجمع، ولا بد من البناء عليها لتعزيز المكانة المرموقة، ولكسب مزيداً من الإحترام والتقدير، للدخول كشركاء في المشاريع والتحالفات المستقبلية التي يتم إعدادها لمستقبل المنطقة، وبما يعزز الشراكة مع العناصر الدولية ونقاط الإرتكاز الفاعلة في المنطقة، والتي تتجه لا محالة إلى التغيير الذي يعتمد على قدرات الدول في التكيف مع الواقع الدولي الجديد، مما يجعلنا نتفاءل بمستقبل مشرق لهذا الوطن الذي ينبض قلبه بالعطاء، ويجعلنا نثق جميعاً بأن هذه المكانة التي تحققت نتيجة هذا الفوز بمقعد مجلس الأمن ما هي الأ بداية طريق طويل لوطن ارتقى بحكمة قائده وبدبلوماسيةٍ ناجحةٍ ترتكز على درايةٍ كاملةٍ بطبيعة العلاقات الدولية وكيفية التعامل معها بكل كفاءةٍ واقتدار. نبارك للوطن هذا الإنجاز وندعو الله أن يحفظ الأردن وأن يجنبه كل مكروه وأن يحفظ لنا الأمن والاستقرار إنه سميع الدعاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد